منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 10 - 2022, 06:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

مزمور 35 - تدخل الله


تدخل الله:

بعدما وصف المرتل ما يُعانيه من آلام واضطهاد مع اتساع قلبه بالحب لمضايقيه أعلن تدخل الله في حياته وأيضًا في معاقبة الأشرار المصرّين على شرهم.
1. التمتع بخلاص شخصي:

"يا رب متى تنظر؟!
رُد نفسي من شر فعلهم،
ومن بين الأسود بنّوتي الوحيدة" [17].
وسط الضيق يشعر الإنسان بالعزلة، ليس من أب أو أم أو صديق يقدر أن يشارك الأعماق، فالحاجة إذن إلى تدخل الله نفسه الذي ينقذ النفس من بين الأشرار بكونها شبل وحيد.
قول المرتل "ردّ نفسي" يشير إلى طلبة السيد المسيح القائل: "الآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5)، فإن ما يناله السيد المسيح من مجد بقيامته وصعوده إنما هو رّد لما سبق أن أخلى نفسه عنه لأجلنا، حتى يحمل عارنا وخزينا، مقدمًا مجده لنا. دعى نفسه "وحيدة"، التي دخلت إلى الجحيم وعادت إلى الجسد كشبل، لكي تقيم من نفوسنا أشبالًا قوية.

2. تمتع بخلاص جماعي:

"أعترف لك يا رب في الجماعة الكثيرة،
وفي شعب جزيل أُسبحك" [18].
إذ يرّد الله نفس داود، يوفي المرتل نذره بالاعتراف والتسبيح وسط الجماعة، فما يناله من بركات الخلاص كعطايا شخصية تمس حياة الجماعة كلها، وما تنعم به الجماعة يتذوقه كعطايا شخصية. ليس من فصلٍ بين خبرة المؤمن الشخصية وحياته الكنسية الجماعية.
ما هي هذه الجماعة الكثيرة الجزيلة (الوقورة) المسبّحة لله إلا كنيسة العهد الجديد التي ضمت الشعوب والأمم لتشهد بعمل الله الخلاصي وتسبحه بلا انقطاع! إنها كنيسة قوية بمسيحها، مكرمة فيه، تشارك ملائكته تسابيحهم له!

3. توقف شماتة الأشرار:

كأن الأشرار قد كرسوا كل وقتهم وطاقاتهم للسخرية والاستهزاء بالمؤمنين مجانًا، أي بلا نفع لصالحهم، وبلا علة أو سبب، يهوون الشر والبغضة لأجل الشر والغش.
"لا يشمت بي الذين يعادونني ظلمًا
الذين يبغضونني مجانًا،
ويتغامزون بالأعين.
لأنه إياي كانوا يكلمون بالسلام،
وفكروا مكرًا بالغضب.
فتحوا عليّ أفواههم،
وقالوا: نعمًا، نعمًا، قد رأيت أعيننا" [19-20]
لقد كرّس الأشرار قلوبهم للبغضة، وعيونهم للغمز بسخرية، والشفاة للنطق بكلمات غاشة معسولة بالسلام الظاهر، والفكر بالمكر والغضب... كل أعضائهم وطاقاتهم تعمل للشر، أما الله خالق الجسد والنفس فيُحطم كل تصرفاتهم ضد أولاده، الظاهرة والخفية.
إذ صار داود طريًا شمت الأعداء وسخروا به علانية، وصاروا يقولون: "نعمًا، نعمًا، قد رأيت أعيننا" أو "هه، هه، قد رأيت أعيننا". تعبير عن الشعور بالنصرة بفرح مع مذلة الآخرين!
لقد استهزأ الصالبون بالمسيح، قائلين: "تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك؟" (مت 26: 68)، "يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك؛ إن كنت ابن الله إنزل عن الصليب فنؤمن بك" (مت 27: 40)، "خلّصَ آخرين، وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها؛ إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت 27: 42).

4. استيقظ يا رب:

تتوقف شماتة الأعداء بإعلان قيامة المسيح غالب الموت، كمن يستيقظ من بين الراقدين.
قد رأيت يا رب فلا تصمت.
يا رب لا تتباعد عني.
أستيقظ يا رب وأنظر في حكمي.
إلهي وربي أنتقم لي.
أقضِ لي مثل عدلك يا ربي وإلهي.
لا يفرحوا بي ولا يقولوا في قلوبهم: نعمًا نعمًا لأنفسنا.
ولا يقولوا بأننا قد ابتلعناه...
ليخز ويخجل جميعًا الذين يفرحون بمضراتي
ليلبس الخزي والعار المعظمون عليّ كلامهم.
يبتهج ويُسر الذين يريدون بري.
وليقل في كل حين: ليتعظم الرب الذين يريدون سلامة عبدك.
لساني يلهج بعدلك واليوم كله يحمدك" [22-28].
تكشف هذه العبارات عن ثمار عمل الصليب والقيامة في حياة المؤمن:
أ. ظن الأشرار أن المصلوب قد صمت تمامًا بموته ودفنه، أما المرتل فقد عرفه أنه كلمة الله الذي لا يصمت بل دائم العمل في حياة شعبه: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو 5: 17).
إذ نصرخ: "يا رب لا تصمت"، نطلب إليه أن يعلن قيامته في حياتنا، يقول كلمة فنقوم ولا نبقى في قبر الشهوات والخطايا.
ب. ظن الصالبون أنه بدفن المسيح قد إبتعد عن البشر وفارق شعبه وتلاميذه، ولم يدركوا أنه وهو في القبر انطلقت نفسه تحمل نفوس الراقدين على الرجاء ليدخل بها كغنائم حيَّة إلى فردوسه. قيامته أكدت أنه لا يتباعد عنا، بل يضمنا إلى ملكوته الأبدي.
ج. لنقل مع المرتل: "استيقظ يا رب"، أي أيقظ إيماننا بك، فلا نُحسب نائمين ومتراخين وموتى، بل نحيا معك أيها الغالب للموت!
د. فرحوا بدفنه كغالبين، فكانوا يصرخون: "نعمًا نعمًا لأنفسنا"، مهنئين أنفسهم بالخلاص منه، لكن فرحهم لم يدم إذ قام ليهنئ المشتركين معه في آلامه وصلبه وقبره أيضًا.
قالوا "قد ابتلعناه"، إذ ابتلعه الموت، ولم يدركوا أنه دخل إليه بسلطانه ليخلص مؤمنيه الذين سبق فابتلعهم الموت. وكما يقول القديس ما إفرآم السرياني: [إن الموت ابتلع كذئب السيد المسيح الحمل، لكن معدته لم تحتمله داخلها فتفجرت وخرج معه المؤمنون به. بقيامته لا يقدر القبر ولا العالم كله ولا الجحيم أن يبتعلنا! بالقيامة ابتلعت الكنيسة العالم وحولته عن الوثنية والإلحاد إلى الإيمان الحيّ!
ه. بقيامته دخل الأشرار إلى الخزي والعار بينما انطلقت الكنيسة إلى الحياة المفرحة، حياة التسبيح غير المنقطع تعظم الرب وتمجده.
و. نقول مع المرتل: "اليوم كله يحمدك"، فقد أشرق الرب بقيامته علينا لتصير حياتنا يومًا (نهارًا) بلا ليل. لقد بدد ظلمة قبرنا الداخلي، إذ جعله هيكلًا مقدسًا له.
يختتم المزمور بالهتاف والتسبيح لله الذي يقيمنا من موت الخطية.
* فلنشكره ونتبع القديسين: "اليوم كله نحمدك" كقول المرتل.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تدخل الله لإنقاذ أولاده في ساعة الضيقة تدخل قوي جدًا
تجلى الله للرعاة، أي أنَّ الله تدخل في التاريخ ليخلص ويُوحي
ن كل المخلوقات التي تخدم الله يلزمها أن تخدم مريم أيضاً
حان وقت تدخل الله
تدخل الله


الساعة الآن 01:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024