وجَميعُ ما هو لي فهو لَكَ وما هو لَكَ فهو لي وقَد مُجِّدتُ فيهِم
"مُجِّدتُ فيهِم" فتشير الى تمجيد يسوع في تلاميذه الذين يسمعون له، ويطيعونه، ويؤمنون به ويحبونه ويعملون باسمه، ويكرزون بإنجيله ويُعلنون عن علاقة الآب بالابن الى العالم كله، وسيمجِّدونه أكثر بعد حلول الروح القدس عليهم ويكونوا شهودا له، في حين رفضه العالم وابغضه (يوحنا 17: 6-8)؛ ومن هذا المنطلق يسوع يصلي من اجل تلاميذه.
وظهر مجد المسيح في تجديد المؤمنين وفي ثمارهم كما جاء في تعليم بولس الرسول: "قد لَبِستُمُ المسيح" (غلاطية 3: 27).
فصار الناس يرون فيهم صورة المسيح كما جاء في تعاليم يسوع " لِيَرَوْا أَعمالَكُمُ الصَّالحة، فيُمَجِّدوا أَباكُمُ الَّذي في السَّمَوات" (متى 5: 16). هذا المجد مقدَّم للآب أيضًا. وهذا التمجيد هو تجلي قدرة الآب والابن، والتجلي هو وحْدة حبِّ الاب والابن الذي للتلاميذ نصيب فيها.
ويُمجّد المسيح بقدر ما يَهدي التلاميذ تدريجيا الى معرفة الحقيقة المتجلية فيه، بالتالي يُنجز عمله القائم على تمجيد الآب.
وهكذا تظهر وحدة الوحي بين الآب والابن. وهنا تجلت محبة يسوع في التلاميذ دلالة على محبة الآب والابن. ويقدّم يسوع حقيقة وحدة الآب والابن ومعرفتهما المتبادلة حتى يتيقّن التلاميذ أنهم للآب. وان يسوع يتمجّد بإيمانهم. ان فرح يسوع يكبر لرؤية تلاميذه يشهدون بحضورهم وإيمانهم.
ويُعلق القديس اوغسطينوس "يحدِّث يسوع الآب عن تمجيده كأنه قد تمَّ، (مُجِّدتُ فيهِم) مع أن ذلك حدث في المستقبل. منذ قليل طلب من الآب أن يحقق مجده بقوله إنه قد تحقق فعلًا، مظهرًا أنه قد تم تدبير ذلك فعلًا، وأراد أن يظهر أنه ما سيتحقق في المستقبل هو أمر أكيد".