رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقدمـــــــة : لأن الله هو العالم بذاته وحده, ولأن ربنا يسوع المسيح يقول في الإنجيل المقدس : لا يعرف الإبن إلا الآب , ولا يعرف الآب إلا الإبن ومن يشاء الإبن أن يكشف له ( يو 10 : 14 - 17 : 25 و 26 ) فقد شاء الإبن وبين معرفته ومعرفة أبيه وروح قدسه للأنبياء والتلاميذ والرسل القديسين , والآباء الطاهرين معلمي الكنيسة المقدسة , وأظهروا ذلك لجميع المؤمنين الذين حل عليهم الروح القدس بالمعمودية المقدسة وعيونهم به مضيئة , وهم يفهمون ذلك بالروح القدس الحال عليهم كما يقول الرسول بولس انـــه لا يستطيع أحد أن يقول أن يسوع رب , إلا بالروح القدس , وذلك أن الكلام الخارج الي اللسان من عقل الروح البشرية الناطقة لا يفهم معناه , الا جسد يكون فيه روح عاقلة ناطقة من الروح التي خرج منها الكلام . وأجساد البهائم وجميع الحيوانات التي ليس فيها روح عاقلة ناطقة لا تفهم معني الكلام الخارج من الروح العاقلة الناطقة مع أن لها آذانا ً وسمعا ً . كذلك الأجساد التي فيها الأرواح العاقلة , فإن غير المعمدين الذين ليس فيهم روح الله القدوس , لايفهمون الكلام الذي لروح الله القدوس وان كانوا بشرا ً ولهم روح عاقلة ناطقة , ولكن ليس فيهم روح الله القدوس الذي في جميع المعمدين , صاروا لا يفهمون كلام الله . كما لا تفهم البهائم كلام الناس , لأن ليس فيهم روح الله , وكذلك يقول عنهم الرسول بولس : " أن الرجل النفساني الذي ليس فيه روح الله لا يقبل ما لروح الله , لأنها عنده جهالة " ( 1 كو 2 : 14 ) , لكونه ليس فيه روح الله مثلما في الناطق بها . فأما المعمدين فان جميعهم فيهم روح الله , وان كان فيهم قوم لا يفهمون معني كلام الله بسرعة , فذلك لقلة درايتهم به , ليس لأنهم خالون من الروح القدس , بل انما هم مثل الطفل البشري الذي لا يفهم معني كلام الناس لطفوليته . ليس لأنه خال من الروح العاقلة الناطقة , بل لكونه طفلا ً ولا دراية له بذلك إلا إذا انتشأ بالتعليم والتدريب قليلا ً قليلا ً ... كذلك جميع المؤمنين فيهم روح الله القدوس منذ المعمودية , وإنما هم يحتاجون إلي تعلم كلام الله والتدريب به قليلا ً قليلا ً , وحينئذ يفهمون بروح الله الحال فيهم ليقبلوه ويصدقوه ويعرفوا معناه , كما فهم الطفل الإنساني معني كلام الإنسان اذا تعلمه , وتدرب به , يقبله ويصدقه بالروح الإنسانية التي فيه .. فالأباء والرسل والأنبياء كشف لهم الإبن سر الله الخفي بالروح القدس , وقد كشف للكل من كلامهم الذي نطقوا به من كتبهم , معان حسنة عظيمة واضحة ينتفع بها قليلوا العلم من سائر المؤمنين الذين فيهم الروح القدس , سبب تأنس ابن الله وصلبه . ومن هنا اسرد لكم شرح مبسط ليصل معناه بسرعة الي قليلي الفهم والعلم , لكيلا يطول عليهم الكلام فينسوا المعني .. ( 1 ) سقوط الملائكة وخلقة الإنسان ================== فأقول أول ما خلق الله السماء والأرض قبل أن يخلق أحدا ً علي الأرض , خلق الملائكة في السماء أرواحا ً بغير أجسام , خلقهم فرقا ً فرقا ً , ولكل فرقة طبقة أعني مرتبة يسكن فيها , ولكل مرتبة مقدم , فكان مقدم الفرقة في الطبقة التي هي أعلا جميــــع المراتب , ملاك اسمه سطانائيل. والملائكة لأنهم يعيشون بتسبيح الله وتقديسه كما تعيش الأجسام بالطعام . فساعة خلقهم الله سبحوه جميعهم وقدسوه بالطبع .. فلما نظر سطانائيل علو مرتبته استكبر نفسه , وظن انه مثل الله فلم يسبحه , ولم يقدسه , ومنع جميع العساكر ( الملائكة ) الذين في مرتبته عن التسبيح , فأسقطهم الله معه جميعا ً الي الأرض وصاروا شياطين . ( أ ش 14 : 12 - 15 , 2 بط 2 : 4 ) . وخلق أبانا آدم روحا ًكالملائكة في جسد حيواني ليعمر به المرتبة التي سقط منها الشيطان وجنده , ثم خلق له الفردوس وهو الجنة في شرق الأرض تحت السماء , وتركه فيه حتي يخلق معه كعدد العساكر الذين سقطوا مع ابلي وسصعدهم , ويعمر بهم المرتبة التي خلت من التسبيح والتقديس . وللوقت أخذ من جنب آدم ضلعا ً , ثم خلق من الضلع حواء روحا ً وجسدا ً مثل آدم ليس فيهما شهوة ذكر ولا انثي , بل مثل الملائكة . يتبــــــــــــع بالمشاركة التالية |
24 - 08 - 2012, 11:07 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: هل عدل الله المطلق يقتضي التجسد والفداء ؟
( 2 )
حســد إبليس وسقـــــوط الإنسان: =================== وكان قادرا ً أن يأخذ من حواء ضلعا ً يخلق منه آخرا ً , ومن الآخر آخرا ً , ويفعل ذلك حتي يصيروا كعدد العساكر الذين سقطوا مع إبليس . فلما نظرهما ابليس , وعلم انهما لمرتبته خلقا , حسدهما عليها . فقال في نفسه , أنا استكبرت وتشبهت بالله فأسقطني بعدله , ومتي استكبر هذان وتشبها بالله مثلي أسقطهما بعدله كما أسقطني بعدله ..... أريد أن أحتال عليهما حتي يفعلا كفعلي إختيارا ً لا إضطرارا ً , فيوجب المولي الذنب عليهما دوني , ويسقطهما كما أسقطني . ولوقته دبر عليهما حيلة حتي سقطا مثله بإختيارهما بغير قهر , وذلك انه اخفي روحه عنهما في حية , وقال لهما من فم الحية : " لماذا منعكما الله أن تأكلا من هذه الشجرة ؟ قالت حواء : " كي لا نموت " . قال ابليس : " لن تموتا اذا أكلتما منها , وإنما الله منعكما عن أكلها , لأنه علم انكما اذا أكلتما تصيران مثله آلهة " ( تك 3 : 4 ) .. وللوقت صدقاه وكذبا الله , وطمعا بالإلوهية ( معرفة الخير والشر ) , وأكلا منها ليصيروا مثل الله , كما استكبر ابليس وتشبه بالله لما امتنع من التسبيح والتقديس . وللوقت عاقبهما الله كما عاقب إبليس , وعراهما من نعمته الملائكية وانكشفت عورتهما كالبهائم , وأسقطهما إلي الأرض كما أسقطه , وتزاوجا وتوالدا وتكاثرا كالبهائم . يتبــــــــــــع بالمشاركة التالية |
||||
24 - 08 - 2012, 11:08 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: هل عدل الله المطلق يقتضي التجسد والفداء ؟
( 3 )
عدل الله المطلق يقتضي التجســـــد ++++++++++++++++++ وفي ساعــة سقوطهما خشي ابليس أن يتوبا إلي الله فيرحمهما ويغفر لهما , حيث أن ابليس كان سبب طغيانهما , فوكل بكل واحدمنهما روحا ً نجسا ً من جنده, يعميهما بالأعمال الجسدانية عن نظر الله والتوبة اليه . كما صار يوكل بكل ولد يولد من نطفــة آدم - كما وكل بآدم - روحا ً نجسا ً من جنده , لا يزال متوكلا ً بالإنسان يحثه علي الأعمال الجسدانية البهيمية من يوم ميلاده الي يوم يريد الله موته حيث يترآي له بشخصه المفزع المظلــم , لينشف دمـ جسده فيموت الجسد , ويقبض روحه وينزلها إلي الجحيم تحت الأرض . (( كان الشيطان قبل الفداء الإلهي يقبض علي كل نفس تموت , ويحدرها الي الجحيم حتي أرواح الصديقين .. وقد عاش الأبرار والصديقون وماتوا في القديم علي رجاء أن يأتي المسيا ليخلصهم من عبودية الشيطان ويخرجهم من أســره . كما قال رب المجد " ابراهيم تهلل بأن يري يومــي فرأي وفرح " وأشعياء يتأوه ويقول " ليتك تشق السماوات وتنزل " 64 : 1 وهذه عقيدة كتابية , والأدلة عليها لا تقع تحت حصر , نجد بعضها صريحا ً وبعضها رموزا و اشارات . ومن الأقوال الصريحة ما جاء في أشعياء النبــي 61 : 1 و 2 " فروح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين . أرسلني لأعصب منكسري القلوب . لأنادي المسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين " والسنة المقبولة هي سنة اليوبيل في شريعة العهد القديم التي يصير فيها العبد حرا ً . ويقول أيضا ً : " الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا ً عظيما ً . الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور ... لأنه يولد لنا ولد نعطي ابنا وتكون الرياسة علي كيفه ويدعي اسمه عجيبا ً مشيرا ً الها ً قديرا ً أبا ً أبديا ً رئيس السلام " 9 : 2 - 6 . ويقول داود النبي في المزمور ( 85 ) " ............لأن رحمتك عظيمــة علي ّ وقد نجيت نفسي منالجحيم السفلي " وقال هوشع النبــي " سأفتديهــم من الجحــيم وأنجيهــم من الموت واكون هلاكك ايها الموت وأكون استئصالك أيتها الجحيم " 13 : 14 أما الإشارات والرموز التي جاءت في العهد القديم فهي أيضا ً لا تعد ونذكر علي سبيل المثال تسبحة موسي النبي وتسبحة الثلاث فتية ورؤيا دانيال النبي , راجع أيضا ً مزامير 16 , 30 , 49 : 15 , 116 , 142 , 143 , وأشعياء 49 . وفي العهد الجديد يقول القديس بولس الرسول في رسالته الي اهل أفسس : " فلذلك يقول لما صعد الي العلي سبي السبي وأعطي الناس عطايا . فكونه صعد هل هو الا انه نزل أولا ً الي أسافل الأرض ,فذلك الذي نزل هو الذي صعد أيضا ً فوق السماوات كلها ليملأ كل شيء" ( 4 : 8 - 10 ) ويقول القديس بطرس الرسول : " فإن المسيح تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار عن ألثمة ليقربنا الي الله مماتا ً في الجسد محييا ً في الروح الذي به انطلق وبشر الأرواح التي في السجن " ( 1بط 3 : 18 و 19 ) . وايضا ً راجع الدسقولية الباب ال 39 . وتردد الكنيسة هذه العقيدة كما في القداس الباسيلي , اذا تقول الكنيسة عن السيد المسيح انه نزل الي الجحيــم من قبل الصليب. وفي القداس الغريغوري " أعطيت إطلاقا ً لمن قبض عليهم في الجحيم ". وفي لحن " يا كل الصفوف السمائيين " تقول الكنيسة : "قد قام الرب مثل النائم ....وعتقنا من العبودية المرة وسبي الجحيم سبيا ً وحطم أبوابه النحاس . وكسر متاريس الحديد كسرا ً وأبدل لنا العقوبة بالخلاص وأعاد آدم الي الفردوس بفرح وبهجة ومسرة هو وبنيه الذين كانوا في الحبوس " ومثل هذا الكثير نجده في تسابيح الكنيسة . فلم يزل بنو آدم كذلك خمسة آلاف وخمسمائة سنة .لأنهم اخطأوا مثل ابليس , واستحقوا العقوبة مثله الي الأبد . فلا يمكن ان يرفع العقوبة عنهم , ويمنع ابليس عنهم فيظلمه فمنعه عدله عن خلاصهم لهذا السبب . و وجه آخر من عدله كان يمنعه عن خلاصهم . وهو ان ابليس ما أخذهم من الله قهرا ً بل بحيلة. ولا يمكن أن يأخذهم الله منه قهرا ً فيظلمه , وكان من تدبيره ورحمته أن يكمل عدله , ويستوفي جميع ما يجب عليهم من ابنه وحيده , لأنهم أخطأوا مثل ابليس , ويستحقون العقوبة الي الأبد, فإذا عاقبهم جميعهم الي الأبد لا يساوي عقوبة ابنه عنهم ساعة واحدة . واذا قتل جميعهم عن خطيئة لا يفوق موت ابنه عنهم , لأن عقوبة ابنه ساعه واحدة أعز من موت جميعهم . لأن الكل لا يساويه , وكان ذلك بمسرة الإبن وإرادته . وفي الحقيقة ان ارادة الأب والإبن واحدة ومسرتهما واحدة وفعلهما واحد . يتبــــــــــــع بالمشاركة التالية |
||||
24 - 08 - 2012, 11:08 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: هل عدل الله المطلق يقتضي التجسد والفداء ؟
إخفاء اللاهوت بالتجسد :
============= وكما اخفي ابليس روحه عنهم في حية , واحتال عليهم حتي أخذهم بغير قهر , كذلك أخفي ابن الله لاهوته عن ابليس في جسد انسان , وفعل كل ما يفعل الانسان معدا الخطية , حتي ظن ابليس انه انسان بالحقيقة . ولم يكن قط يفعل قوة ليحقق بها لاهوته للناس , الا و فعل لوقته ضعفا ً ليخفي لاهوته عن ابليس . وذلك موجود في الإنجيل المقدس انه في الوقت الذي يقول فيه كلمة يحقق بها انه اله , يسارع ليقول كلمة بضعف ليخفي لاهوته عن الشيطان . حتي تيقن الشيطان انه انسان ضعيف . فإغتاظ من كثرة عجائبه , وقال في نفسه هذا اذا كان لا يسمع مني ويخطيء مثل جميع بني آدم ليوجب لي عليه التملك , فأقتله واحدره الي الجحيم . فالتملك واجب لي عليه من أجل أنه من نطفة آدم . ( لأن الشيطان كان يظن أنه من نطفة آدم , وذلك أن ربنا ستر عنه لاهوته بتجسده من مريم العذراء بغير نطفة رجل . وستره كذلك لما جعل والدته خطيبة ليوسف , وظن الشيطان عندما رآها حبلي انها من يوسف حبلت .) ولذلك قال في نفسه لما اغتاظ من كثرة عجائب الرب , ورآه لا يطيعه في الخطية , قال : هذا من نطفة آدم واذا قتلته أحدرته الي الجحيم حيث آدم أبيه , وأستريح منه مثل سائر الأنبياء والقديسين الذين قتلتهم قبله , لأنه تيقن انه انسان ساذج من نطفة آدم مثلهم . فأقام عليه رؤساء كهنة اليهود وكتبتهم , استهزأوا به وضربوه وجلدوه وبصقوا في وجهه , وصلبوه علي خشبة مسمر اليدين والرجلين . هذا جميعه احتمله بإرادته . وأوفي العقوبة التي كانت واجبة علي آدم وذريته علي مخالفتهم مثل ابليس الي الأبد . احتمل عنهم الضرب والجلد والعقاب والصلب علي خشبة عريانا ً , ومات عليها , كما مات آدم من حياة الله وتعري من نعمته لما أكل من االشجرة . فلنا نظره ابليس مصلوبا ً عريانا ً تيقن أنه انسان ضعيف , فحضر إليه وتراءي له بمنظره المفزع المظلم ليخيفه به حتي ينشف دم جسده ويموت فيحدره الي الجحيم كما كان جنوده يفعلون ببني آدم . وللوقت مات المسيح بإرادته , واسلم روح ناسوته من غير أن ينشف دمه . فأراد ابليس ان يأخذ روحه ويحدرها إلي الجحيم , فأمسك به الرب المسيح بقوة لاهوته , وربطه من أجل أنه حضر ليقتل جسده , فقتله المسيح فدية قتله , ونهب آدم وجميــــــــــــع ذريته من حبســه بعدل بغير قهر في فدية قتله , كما كان إبليس قد أخذهم بغير قهر .. وســـائط الخلاص : =========== ولم يكن آدم وذريته قد صاروا بعد كعدد العساكر الذين سقطوا مع ابليس , فلم يمكن أن يقيم أجسادهم مع أرواحهم إلي الطبقة العليا قبل كمال العدد الذي سقط منها فمضي بأرواحهم الي القردوس حيث كان آدم وحواء أولا ً . تركهم فيه حتي يصيروا كعدد العساكر الذين سقطوا مع ابليس ( رؤ 6 : 10 و 11 ) , وقام هو بجسده من بين الأموات في اليوم الثالث من صلبه وهو يوم الأحد , عربون لقيانة أجسادهم اذا كمل عددهم .. وظهر لتلاميذه الذين آمنوا به من اليهود , وعزاهم بهذا السر الذي كان قبل صلبه يكتمه حتي لا يعرف ابليس , وعرفهم انه يطلب كمال العدد من بني آدم وأمرهم ان يخرجوا الي الناس ويبشروهم بهذا الملك السمائي المعد لهم . فمن رغب إليه , وكره الأمور الفانية الدنياوية يدخلون به الي الكنيسة , ويصلون عليه صلاة المعمودية , ويسألون الآب بإسم الإبن يسوع المسيح أن يطرد منه الروح الذي وكله ابليس في يوم مولده الجسداني . ثم يصلون علي الماء , ويسألونه تعالي أن يرسل عليه الروح القدس الذي حل علي الإبن الوحيد في ماء الاردن . فاذا حل الروح القدس علي ماء المعمودية , يغطس فسه المؤمن ثلاث دفعات باسم الثالوث المقدس , فيحل عليه الروح القدس , ويطرد منه الروح النجس , ومن ثم يطعمونه من جسد المسيح ودمه , عربــــون الخيرات التي يحيا بها في الملك السماوي , لأنه يحيا بحياة المسيح ويملك معه الي الأبد . ويعرفونه اذا عمدوه أن جند ابليس يحسدونه علي ملكه السماوي الذي يصعد إليه , ويحسن له جند ابليس الأعمال الجسدانية حتي ينشغل بها عن أوقات التسبيح والتقديس , ليسقطوه كما سقطوا لأنهم بإمتناعهم عن التسبيح سقطوا من السماء . فاذا كسل المؤمنون واشتغلوا بالأعمال الجسدانية والمعاش الفاني عن وقت التسبيح والتقديس , وأدرك أحدهم الموت في ذلك الوقت سقط من الملك المؤبد , وصار مع ابليس في العقاب الدائم . واذا هو تاب وندم علي تلك الدفعة الواحدة التي فاتته في اوقات التسبيح والتقديس في اوقاته , وادركه الموت وهو ملازم لها لا يكون لجند ابليس عليه سلطان , ولايستطيعون الدنو منه بل ملاك الله المقدس الذي زكله المسيح به في يوم تعميده في ميلاده الجديد يأخذ روحه بمجد وكرامة , ويمضي به الي الفردوس ويحمل مع الأرواح التي أصعدها المسيح من الجحيم . ولا يزال كل معتمد يموت تائبا ً يمضي به الملاك بروحه , ويحمله معه في نياح الفردوس , حتي يصيروا في عدد العساكر الذين سقطوا مع ابليس ثم يعيد الله أرواحهم الي أجسادهم ويقيمهم من الأموات , ويصعدهم الي الطبقة العالية والملك السماوي فوق جميع الملائكة التي سقط منها ابليس وجنده , ويملكون مع المسيح في الموضع الذي هو فيه بناسوته الذي أخذه منهم . مكان لايفني , ونعيم لا يزول , وحياة بغير موت . من أجل ذلك الملك العظيم صلب المسيح , ليعيد الناس اليه وهو الذي يحسدنا عليه جند الشياطين , ويقاتلونا عليه ليلا ً ونهارا ً ,ويكسلوننا بالأعمال الجسدانية عن أوقات التسبيح والتقديس لعل الموت يدركنا في ذلك الوقت قبل التوبة , فنسقط من ذلك الملك كما سقطوا , ونكون معهم في العقاب الأبدي المؤبد . ولذلك يحذرنا الرب ويأمرنا ألا نسمع منهم اذا كسلونا في وقت من الأوقات , ولا نتكل علي تسويف التوبة ويقول هكذا : "اعلموا انه لو علم رب البيت متي يأتيه اللص لكان يسهر ولايدعه ينقب بيته . كذلك أنتم كونوا مستيقظين , في كل حين , ففي ساعة لا تعلمونها ولا تظنونها يأتيكم الختن " ( مت 24 : 43 , 44 ) حقق ان الموت يأتي مثل اللص , لا يعلم الانسام متي يأتيه , فإن هو تغافل عن تسبيح الله وتقديسه دفعة واحدة , وأدركه الموت فيها هلك . فيريد تعالي أن يكون المؤمن مستيقظا ً أبدا ً متحذرا ً علي نفسه كتحذر صاحب البيت من اللص الذي لا يعلم متي يأتيه . هذا هكذا أكتبه لك بكلام ملخص . وأجملت لك فيه الشرح لتقرأه علي قليلي الفهم والعلم , بهدوء بلا قلق ولا ملل , وتكرره عليهم الي هذا الموضع عدة دفوع حتي يصل الي علمهم , وتفهمه عقولهم , فانهم كالأطفال الذين يرضعون اللبن لقلة قدرتهم علي أكل الطعام الذي ياكله الكاملون .. القديس الأنبا ساويرس الشهير بابن المقفع |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هدف التجسد والفداء هو إقامة الإنسان من التراب |
الله بحضوره الفائق (بسبب التجسد والفداء) |
هل كان من الممكن أن يغفر الله لآدم مباشرة بدون الحاجة إلى التجسد والفداء؟ |
التجسد والفداء |
التجسد والفداء |