أن كانت اذاً مريم جوّادةً سخيةً نحو الجميع، حتى نحو أولئك الناكري الجميل أيضاً والمتوانين والذين يحبونها قليلاً ويقصدونها نادراً، فكم بأكثر من ذلك تتلألأ جودتها وصلاحها ومفاعيل حبها نحو أولئك الذين يحبونها جداً، ويستغيثون بها بتواترٍ مستدعينها مراتٍ كثيرةً لمعونتهم، فبالحقيقة: أن الذين يحبونها يبصرونها بسهولةٍ، والذين يبتغونها يصادفونها: (سفر الحكمة ص6ع13): فكم هو شيءٌ ساهلٌ (يردف كلامه الطوباوي البرتوس بكلامه) أن تصادف مريم من الذين يحبونها. حيث يجدونها مملؤةً من الرأفة والحنو والحب نحوهم: (أمثال ص8ع8) فهي تعلن واضحاً أنها لا تستطيع أن لا تحب من يحبها. ثم أنه ولئن كانت هذه السيدة الكلية الانعطاف تحب البشر أجمعين. بحسب كونهم أولادها، فمع ذلك يقول القديس برنردوس هي تعرف أن تعتبر جيداً، وأن تحب بنوعٍ خاصٍ متميز، أولئك الذين يحبونها بأكثر أنعطافٍ وبأشد تعلقٍ، فمحبوا مريم هؤلاء السعيدون ليس فقط هم محبوبين منها، بل أيضاً هي تخدمهم كما يقول أيديوطا*