12 - 05 - 2012, 12:12 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
الذات الأنا EGO
الأنا هي أول خطية عرفها العالم: وقع فيها الشيطان قبل الإنسان.
السبت 25 فبراير 2012
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
الشيطان الكاروب المظللالملآن حكمة والكامل الجمالمز28:14-12.
الذي سقط حينما قال في قلبهأصعد إلي السموات أرفع كرسي فوق كواكب الله-أصعد فوق مرتفعات السماء أصير مثل العليأش14:13-14.
ومحبة الذات هذه أهبطته إلي أعماق الجحيم فانحدرت بدلا من أن ترتفع!.
وكما سقط الشيطان عن طريق الذات هكذا سقط الإنسان.
حينما خلقه الله كان يعرف أن ذاته مستمدة من الله فالله هو الذي أوجدها وهو الذي منحها كل العطايا والمواهب وهي لاتستطيع أن تحيا بدونه. وعن طريق الله وحده كان يأخذ كل مايلزمه من المعرفة.
ثم سقط الإنسان حينما بعدت ذاته عن الله!!
فتأخذ النصيحة من مصدر غير الله, بل تخضع لإغراء الحية التيتنفتح أعينكما,وتصيران مثل الله عارفين الخير والشرتك3:5.
وهكذا بعدت الذات عن الله:بالمعصية من جهة وباشتهائها أن تكون مثل الله,بنفس أسلوب الشيطان الذي قالأصير مثل العلي..!!
أصعب ما يقع فيه الإنسان أن يحب ذاته محبة خاطئة.
فيريد أن يكبر في عيني نفسه أو يصير بارا في عيني نفسه!
لايوجد إنسان يكره نفسه حتي أن الله حينما أمر بمحبة القريب قالتحب قريبك كنفسكمت22:39.
والمحبة الحقيقية للنفس هي أن تلصقها بالله.
كما قال المرنمأما أنا فخير لي الالتصاق بالرب..مز73:28...وفي محبتها لله تحب القريب أيضا.وتصل هذه المحبة إلي حد بذل الناس لأجل الله,ولأجل القريب أيضا أما المحبة الخاطئة فهي لون من الأنانية فيها تقودالأناEgo إلي الأنانيةEgoism.
فيتمركز الإنسان حول ذاته وكل ما يتعلق بها:كرامته ومركزه,وماله,وتفوقه علي الآخرين,بل وسيطرته عليهم.
تريد ذاته أن ترتفع ولو علي جماجم غيره.. يريد أن يستريح ولو علي تعب الآخرين يبني ذاته ولو علي ضياع غيره!!
محبة الذات هي التي يريد فيها الإنسان أن يأخذ ولا يعطي, وإن أعطي فلكي يأخذ..يأخذ مديحا وكرامة أو يأخذ عوضا يشتهيه..هي حال إنسان مشغول دائما بذاته يعطيها ما يشبعها نفسيا وماديا.وهو يفضلها باستمرار علي الكل.ولامانع لديه من أن يصطدم بكل من يراه منافسا لهذه الذات أو معترضا لطريقها.
وقد وقع كثيرون في محبة الذات وإشباعها, فضيعتهم أو كادت تضيعهم..
مثال ذلك سليمان الحكيم الذي استجاب لشهوات الذات.
نعم,سليمان الحكيم الذي كان أحكم أهل الأرض في زمانه:انشغل بذاته وملذاته فقال:عظمت عملي بنيت لنفسي بيوتا غرست لنفسي كروما عملت لنفسي جنات وفراديس..عملت لنفسي برك مياه لتسقي بها الغروس المنبتة الشجر..جمعت لنفسي أيضا فضة وذهبا وخصوصيات الملوك والبلدان.. اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات.
فعظمت وازددت أكثر من جميع الذين كانوا قبلي في أورشليم..ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهماجا2:4-10فماذا كانت النتيجة؟
شهوات هذه الذات كادت تضيع سليمان..
وهكذا كانت النتيجة هي قول الكتاب عنهوكان في زمان شيخوخة سليمان,أن نساءه أملن قلبه وراء إلهة أخري ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه,فذهب سليمان وراء عشتاروت إلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين وعمل سليمان الشر في عيني الرب..1مل11:4-6واستحق أن يعاقبه الرب1مل11:9-12.
ومثل سليمان الذي شغلته ذاته,كان أيضا يونان
أرسله الرب للمناداة علي نينوي.. فخاف أن تسمع التهديد من فمه فتتوب وحينئذ تسقط كلمة يونان حينما يرجع الرب عن حمو غضبه علي نينوي!وهكذا حفاظا علي كرامته وهيبة كلمته هرب أولا من الله راكبا سفينة إلي ترشيش.. ولما أعاده الله بمعجزة ونادي علي نينوي فتابت ورحمها الله,أغتاظ يونان وقالموتي خير من حياتييون3:9-10وهكذا في محبته لذاته ولكرامة كلمته فضل أن تهلك 120 ألف نسمة عن أن تسقط كلمته!!مغتاظا من مراحم الله الذي رجع عن حمو غضبه وقبل توبة نينوييون4:9-10.
ومن أمثلة الأنا التي أهلكت البعض,شهوة آخاب الملك لامتلاك كرم نابوت اليزرعيلي1مل21.
لم يكفه كل ما كان يملكه كملك إنما اشتهي كرم نابوت وساعدته زوجته الملكة إيزابل علي تحقيق شهوة الذات فدبرت شهود زور ليشهدوا علي نابوت اليزرعيلي بأنه قد جدف علي الله وعلي الملك.وانتهي الأمر بأن رجموه فمات وحقق آخاب شهوة ذاته وامتلك كرم نابوت..
فهل حقا أرضي أخاب ذاته بما فعل وبما امتلك؟!كلا بل وصلت إليه عقوبة الله علي فم إيليا النبي قائلا لهفي المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك أيضا1مل21:19.
حربالأناينبغي أن نعالج نتائجها منذ الطفولة.
حينما يقول الطفلأناويود أن يملك كل شيء يمكن أن تمتد إليه يده ويغار من أخيه أو أخته ويود أن يخطف منهما ما يعطي لهما.. بل أيضا يغار من كل كلمة مديح توجه إليهما ومن كل حب يناله أحد منهما ظانا أن المديح والحب كليهما من حقه وحده..
لذلك ينبغي أن ندرب الطفل من بداية سنه علي الحب وعلي العطاء ونعطيه ما يعطيه للغير ونشجعه علي العطاء.
نفس تلاميذ المسيح ورسله القديسين حاربتهم الأنا.
حينما كانوا يتساءلون فيما بينهم من هو الأول فيهم فوبخهم الرب قائلا:لايكن فيكم هذا الفكر إن رؤساء الأمم يسودونهم ويتسلطون عليهم..أما أنتم:فمن أراد فيكم أن يكون سيدا فليكن عبدا.. ومن أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل..
عجيب أن أعظم من ولدته النساء أعني يوحنا المعمدانمت11كان أكثر إنسان تخلص من الذات في علاقته مع المسيح
فلما تقدم إليه الرب للعماد قال لهأنا المحتاج أن أعتمد منكمت3.ولما رأي الجموع يتبعون السيد قالينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص..من له العروس فهو العريس.. أما صديق العريس فيري من بعيد ويفرح..الذي من فوق هو فوق الجميعيو3
حقا إن إنكار الذات هو أكبر علاج للأنا.
إن ذاتك هي التي تحاربك أكثر مما يحاربك الشيطان.
بل إن الشيطان حينما يحاربك يحاربك أولا بهذه الذات.
وأنت إن انتصرت علي ذاتك سوف تنتصر بلا شك علي باقي الخطايا لأنك أكبر عدو لنفسك لايستطيع أحد من البشر أن يعثرك إذا كنت منتصرا علي ذاتك داخل نفسك..وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفملايستطيع أحد أن يضر إنسانا ما لم يضر هذا الإنسان نفسه.
حاول إذن أن تكسب القوة الإلهية بعدم اعتمادك علي ذاتك.
وكما قال الكتاب:لاتكن حكيما في عيني نفسك وعلي فهمك لاتعتمدأم3:5وحاول أن تكسب الاتضاع بإنكار الذات وبأنك لاتكون بارا في عيني نفسك.
ماذا كانت مشكلة أيوب الصديق إلا هذه:
كان رجلا بارا ويعرف عن نفسه أنه بار فكان بارا في عيني نفسه.
وبسبب هذا لم يستطع أن يحتمل أحاديث أصدقائه الثلاثة وقال لهمكامل أنا لا, أباليأي9:21وقال للرب تستذنبني لكي تتبرر أنتأي9:28-31
وانتهت مناقشاته مع أصحابه بقول الكتاب:
فكف هؤلاء الرجال الثلاثة من مجاوبة أيوب لكونه بارا في عيني نفسهأي32:1
ولم تنته تجربة أيوب إلا بعد رفض هذه الذات وبرها.. وقال للربقد تكلمت بما لم أفهم بعجائب فوقي لم أعرفها..والآن:أرفض وأندم في التراب والرمادأي42:1-3.
ولما وصل ذات أيوب إلي التراب والرماد حينئذ انتهت تجربته ورد الرب سبي أيوب.
بقي أن أقول لك إن الذات أم ولود تلد كثرة من الخطايا,أود أن أتحدث عنها في العدد المقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا..
|