رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب القمص بطرس البراموسي
شروط الصلاة المقبولة فمن أهم شروط الصلوات المقبولة أن تكون: (1) بحسب مشية الله يقول مُعلِّمنا يوحنا الرسول: "إنْ طَلَبنا شَيئًا حَسَبَ مَشيئَتِهِ يَسمَعُ لنا" (1يو5: 14). وهذه الآية تُوضِّح لنا أن كل شيء نسأله فيه يجب أن يكون متفقًا حسب مشيئته ومع محبته وحكمته الكاملتين. * فالبعض يُصلي.. ومن الممكن أن يكون لا يعرف ماذا يطلب.. أو لمَنْ يُصلى!! * والبعض يقع في خطأ من أشنع الأخطاء.. وهو الصلاة من أجل ضرر الآخرين، أو من أجل طلبة شريرة يريد أن تتحقق في أحد أقاربه أو أعدائه! هذه الصلوات صلوات مرفوضة.. لأن صلاة الشرير مكرهة أمام الرب.."ذَبيحَةُ الأشرارِ مَكرَهَةُ الربِّ، وصَلاةُ المُستَقيمينَ مَرضاتُهُ" (أم15: 8). فالصلاة النقية المقبولة هي التي تطلب الخير للكل.. تطلب السلام والوحدانية والمحبة.. ويقول مع الكنيسة: "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا.. لينمو بر الإيمان.. سهل لنا طريق التقوى.. الرعاة اضبطهم والذين يرعونهم ثبتهم..." هذه الصلوات النقية تكون حسب مشيئة الله. وعليها يأتي الشرط الثاني المهم وهو أن تكون: (2) باسم السيد المسيح لأن هكذا علّمتنا الكنيسة: * في نهاية صلواتنا نقول: "بالمسيح يسوع ربنا". * وفي صلاة الشكر نختمها فنقول: "بالمسيح يسوع ربنا.. هذا الذي ينبغي له المجد والإكرام...". * في الصلاة الربانية.. "أبانا الذي في السموات" نقول: "بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد أمين".. وفي نهاية صلوات القِسم في القداس. * في طلبات صلوات "سر الزيجة" أغلبها تختم بـ: "بالمسيح يسوع ربنا هذا الذي ينبغي له المجد والإكرام...". * في صلوات وطلبات السيامات (شماس – كاهن - أسقف).. تختم الصلوات بـ: "بالمسيح يسوع ربنا هذا الذي ينبغي له المجد والإكرام...". ونحن في صلواتنا الخاصة القلبية نطلب من السيد المسيح، ونُخصص الكلام له والطلبة منه، واثـقين في كلام السيد المسيح له المجد الذي قاله:"لأنَّ أباكُمُ السماويَّ يَعلَمُ أنَّكُمْ تحتاجونَ إلَى هذِهِ كُلها" (مت6: 32). لذلك فالكنيسة تعلمنا أنه عندما نُصلي.. تكون صلواتنا كلها باسم السيد المسيح ملكنا الحقيقي.. فهو الذي يطلب من الآب باسمنا، وهذا ما تُصليه الكنيسة في طلبة (القداس الغريغوري): "شعبك.. شعبك.. شعبك وكنيستك يطلبون إليك وبك إلى الآب معك قائلين: ارحمنا.. ارحمنا.. ارحمنا يا الله الآب ضابط الكل...". فنحن نطلب إلى السيد المسيح وبه إلى أبيه الصالح لأنهم الاثنين واحد.. "الآبَ فيَّ وأنا فيهِ" (يو10: 38). شرطًا آخر للصلاة المقبولة وهي أن تكون: (3) من قلب طاهر نقي أهم ما يعوق الصلاة هي أن تكون من قلب شرير.. يحمل الشر للغير، متذكرين قول السيد المسيح: * "الإنسانُ الصّالِحُ مِنْ كنزِ قَلبِهِ الصّالِحِ يُخرِجُ الصَّلاحَ، والإنسانُ الشريرُ مِنْ كنزِ قَلبِهِ الشريرِ يُخرِجُ الشَّرَّ. فإنَّهُ مِنْ فضلَةِ القَلبِ يتكلَّمُ فمُهُ" (لو6: 45). * وأيضًا.. "فوقَ كُلِّ تحَفُّظٍ احفَظْ قَلبَكَ، لأنَّ مِنهُ مَخارِجَ الحياةِ" (أم4: 23). فما في قلب الإنسان هو ما يُعبِّر عنه في: تصرفاته، وسلوكياته، بل أيضًا في صلواته.. والقلب الطاهر النقي دائمًا يحمل محبة للآخرين، ويبتعد عن البغضة والكراهية. فهو قلب يسكن فيه الروح القدس، ويثمر ثماره المعروفة.. "وأمّا ثَمَرُ الرّوحِ فهو: مَحَبَّةٌ، فرَحٌ، سلامٌ، طولُ أناةٍ، لُطفٌ، صَلاحٌ، إيمانٌ، وداعَةٌ، تعَفُّفٌ" (غل5: 22-23).. هذه الثمار تنمو وتكثر إلى أن تفيض بخيرها على الآخرين. * فنجد الإنسان دائمًا يشكر.. دائمًا فرحان.. دائمًا يتمنى الخير للكل.. دائمًا يُصلي: للمتضايقين، والمحتاجين، والمرضى، والمسافرين، وللذين ليس لهم أحد أن يذكرهم، والذين تحت الأحكام الظالمة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. دائمًا يُصلي من أجل الكل.. وهو يؤمن إيمانًا أكيدًا أنه فيما هو يُصلي من أجل الكل فالكل يُصلي من أجله. * لا يوجد عنده فكر أنانية، ولا حب الأخذ.. فلا يقول: لماذا أصلي أنا من أجل الكل باستمرار وهم لا يُصلون من أجلي.. بل لسان حاله يقول: "إنني أحمل كل الخليقة التي تئن مُتعبة من المشاكل والأحزان في قلبي، فأنا أقف أصلي من أجل الكل". وأيضًا ما يعوق الصلاة: الشهوات الكامنة في قلب الإنسان هذه الشهوات تموج داخل فكر الإنسان، وتسقطه في خطايا عديدة، منها الحسد.. فينظر الإنسان بالعين الحاسدة.. "كل حسد وكل تجربة وكل فِعل الشيطان" (من صلاة الشكر). * فمن الممكن أن يطلب الإنسان في صلاته بعض الطلبات الخاطئة، التي لا يكون من حقه أن يأخذها.. بل من الممكن أن يطلب في صلاته نزعها من أصحابها.. وهكذا تتحول الصلاة إلى صلاة مرفوضة لأنها من قلب شرير. * أيضًا إذا كانت العين الشريرة.. تنظر إلى مناظر معثرة، فيتحول القلب إلى قلب غير نقي، به خطايا دنسة مسيطرة عليه.. فتتحول صلاته إلى طلبات خاطئة ملوثة بخطايا الدنس.. هذه الشهوات الكامنة في القلب تعوق صلاة الإنسان.. والصلاة التي من القلب المدنس والمليء بهذه النوعية من الخطايا تعتبر من الصلوات المرفوضة. * وأيضًا هذه الشهوات الناتجة من عدم عفة الإنسان تفقده الحرارة الروحية والتمتع بصلاته.. فيشعر بالخجل من الوقوف أمام الله.. فإما يغرس عدو الخير في عقله وفكره أنه لا بد أن يمتنع عن الصلاة حتى يبطل هذه الأعمال الدنسة.. وإما يُوحي له أن صلاته مرفوضة، وأنه عندما يُصلي يجرم في حق الله. والهدف من هذا أو ذلك.. هو إيقاع الإنسان في اليأس ويبطل الصلاة.. وهنا يذكرنا القديس الأنبا موسى بقول يقول فيه: "الذي يتهاون بعفة جسده يخجل في صلاته". هذا الخجل مفيد من ناحية أن يشعر الإنسان بعظمة الخطية، فيمتنع عنها من أجل الصلاة النقية.. فيسعى الإنسان ويُجاهد، ويستمر في حياة التوبة، حتى يُقلع عن هذه الخطايا.. وبالتالي تتحول صلاته إلى صلاة نقية مقبولة عندما ينقي قلبه من هذه الخطايا. * العقل المرتبط بالشهوات لا يرى موضع للصلاة الروحية، لأن هذا العقل يكون قد تشبع وامتلأ من هذه الشهوات ولا يوجد أي مكان للصلاة.. ولذلك من الممكن أن تكون خطايا الإنسان فاصلًا بينه وبين الله، وهذا ما قاله صريحًا بإشعياء النبي: "ها إنَّ يَدَ الرَّب لم تقصُرْ عن أنْ تُخَلّصَ، ولم تثقَلْ أُذُنُهُ عن أنْ تسمَعَ. بل آثامُكُمْ صارَتْ فاصِلَةً بَينَكُمْ وبَينَ إلهِكُمْ، وخطاياكُمْ ستَرَتْ وجهَهُ عنكُمْ حتَّى لا يَسمَعَ" (إش59: 1-2). * هذه الخطايا التي صارت كفاصل بيننا وبين الله.. لابد أن تكون كبيرة لأن الله الحنون "لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا" (طلبة آخر كل ساعة). * فالقلب الطاهر ليس هو القلب الذي قد تطهر من الخطية فقط.. بل أيضًا القلب غير المنقسم على ذاته.. (ونعني هنا القلب الذي لا يعرج بين محبة الله ومحبة العالم). وللحديث بقية.. إلهنا الصالح يعطينا أن نحيا حياة الشكر المستمرة.. ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين |
07 - 11 - 2021, 11:00 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: شروط الصلاة المقبولة
بإيمان كامل
هذا الإيمان الذي تحدث عن السيد المسيح عندما قال: * "لو كانَ لكُمْ إيمانٌ مِثلُ حَبَّةِ خَردَلٍ لكُنتُمْ تقولونَ لهذا الجَبَلِ: انتَقِلْ مِنْ هنا إلَى هناكَ فيَنتَقِلُ، ولا يكونُ شَيءٌ غَيرَ مُمكِنٍ لَدَيكُمْ" (مت17: 20). * "الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ كانَ لكُمْ إيمانٌ ولا تشُكّونَ، فلا تفعَلونَ أمرَ التينَةِ فقط، بل إنْ قُلتُمْ أيضًا لهذا الجَبَلِ: انتَقِلْ وانطَرِحْ في البحرِ فيكونُ. وكُلُّ ما تطلُبونَهُ في الصَّلاةِ مؤمِنينَ تنالونَهُ" (مت21: 21-22). فقد وصل الآباء القديسين بصلاتهم النقية لتنفيذ هذه الآية.. وقد ذكر في قصة القديس "مرقس الترمقي".. عندما زاره أحد الآباء بعد فترة كبيرة من انعزاله في البرية وتوحده، فأخذوا يتكلموا في عظائم الأمور. وفي وسط الحديث سأل القديس مرقس زائره قائلًا له: هل للمسيحيين الآن الإيمان الذي في حجم حبة الخردل الذي يقول للجبل انتقل فينتقل؟ وفيما هو يذكر هذا القول ارتفع الجبل الجالسين عليه من مكانه!! فوضع القديس مرقس يده عليه، وقال له: اثبت يا مبارك إنني لا أقول لك أنت هذا القول.. فرجع الجبل إلى مكانه!! * هذا الإيمان ينبع من صلاة قوية وجهاد مُضني ونقاء قلب ودموع في الصلاة. * وأيضًا هذا الإيمان يكون بلا ارتياب، كما قال مُعلِّمنا يعقوب في رسالته: "إنَّما إنْ كانَ أحَدُكُمْ تُعوِزُهُ حِكمَةٌ، فليَطلُبْ مِنَ اللهِ الذي يُعطي الجميعَ بسَخاءٍ ولا يُعَيّرُ، فسَيُعطَى لهُ. ولكن ليَطلُبْ بإيمانٍ غَيرَ مُرتابٍ البَتَّةَ، لأنَّ المُرتابَ يُشبِهُ مَوْجًا مِنَ البحرِ تخبِطُهُ الريحُ وتدفَعُهُ. فلا يَظُنَّ ذلكَ الإنسانُ أنَّهُ يَنالُ شَيئًا مِنْ عِندِ الرَّب" (يع1: 5-7). هذا الارتياب أو الشك يفقدنا عمل الصلاة.. لأن لا يأخذ مَنْ لا يُؤمن إيمان أكيد وثيق في الله أنه هو الضابط الكل، الذي يسعى لخيرنا، ويُكلل جهادنا وصلواتنا بالخير، ويُعطينا كل ما نسأل.. بل يعرف احتياجنا قبل أن نسأله، ويلبيه لنا إن كان في خيرنا. وقد وضع السيد المسيح شرط الإيمان في الصلاة لكي ننال ما نطلب.. حينما قال: "كُلُّ ما تطلُبونَهُ حينَما تُصَلّونَ، فآمِنوا أنْ تنالوهُ، فيكونَ لكُمْ" (مر11: 24). فالصلاة بدون إيمان تكون باطلة.. والصلاة هي طلبة من السيد المسيح. فتعالوا بنا نرى مَثلًا حيًا للإيمان الكامل في الطلبة.. وهي المرأة الكنعانية، حينما جاءت تطلب من السيد المسيح من أجل شفاء ابنتها المعذبة، وحديث السيد المسيح معها في (مر15: 26-28): * "أجابَ وقالَ: "ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ".. نرى هنا إيمان المرأة الكامل.. "فقالَتْ: "نَعَمْ، يا سيدُ! والكِلابُ أيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يَسقُطُ مِنْ مائدَةِ أربابِها!".. ما هذا الإيمان الكامل والاتضاع الغير متناهي؟! * ونتيجة لهذا الإيمان لم يرفض طلبها السيد المسيح، بل قال لها:"يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ! ليَكُنْ لكِ كما تُريدينَ". فشُفيَتِ ابنَتُها مِنْ تِلكَ السّاعَةِ". فقد شفيت ابنتها من أجل إيمانها الكامل في طلبها للسيد المسيح أنه سوف لا يَرُدها ولا يخزها. فتعالوا بنا نأخذ هذه المرأة الكنعانية مَثلًا حيًا لنا في الإيمان الكامل في الصلاة والطلبة.. لأن الصلاة بدون إيمان تعتبر صلاة باطلة ليس لها مفعول. * وهنا يقول القديس يوحنا الدرجي: "الإيمان هو جناح الصلاة، بدونه تعود الصلاة إلى جفن الإنسان ثانية". في طاعة كاملة البعض الكثير يقول: لماذا لا ننال ما نسأل في الصلاة؟ لماذا لا يستجيب الله؟ لماذا لا نستطيع أن نقول مع يوحنا الرسول: "ومَهما سألنا نَنالُ مِنهُ، لأنَّنا نَحفَظُ وصاياهُ، ونَعمَلُ الأعمالَ المَرضيَّةَ أمامَهُ" (1يو3: 22)؟ إن السبب هنا لا يكمن في أن يوحنا كان رسولًا، وكان من المقربين للسيد المسيح.. ونحن مجرد مؤمنين عاديين.. فيوجد هنا تفرقة بين الناس على حسب مستواهم ووضعهم. لكن السبب الأساسي الذي دفع يوحنا الحبيب أن يقول هذا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. لأنه استطاع أن يحفظ وصايا الله ويعمل الأعمال الصالحة المرضية أما السيد المسيح.. بل ويُطيع الله في كل شيء. فالطاعة لوصايا الإنجيل والسيد المسيح.. هي التي تجعل صلاتنا لها فاعلية وتأثير. فكما ذكر مار اسحق: "الطاعة تُخليك مسئولية الطريق"، "الطاعة سفر أثناء النوم". هذه الطاعة التي جعلت قطعة حطب (فرع شجرة جاف) ينبت ويُخرج أوراقًا، حينما أطاع القديس يحنس القصير مُعلِّمه ومُرشده الأنبا بيموا عندما أعطاه له، وقال له: "اذهب اغرس هذا الفرع واسقيه".. فلم يتردد القديس يحنس، وجلس على هذا الوضع ثلاثة سنوات يذهب كل يوم بضعة أميال ليسقه دون شك ولا تردد بل وبلا تذمر، وفي آخر الثلاث سنوات أورق هذا الفرع الجاف بالأوراق الخضراء. * فهل نقدر نحن في هذه الأيام أن نفعل هذا؟ * أم كل شيء الآن نحسبه بالعقل والتفكير وتراجع الإيمان والطاعة حتى لأب الاعتراف؟ نشكو لأب الاعتراف أن صلواتنا نصليها بفتور وعدم إحساس بالحضرة الإلهية، وعندما يقول لنا أن نستمر في الصلاة.. نفكر ونجادل ونقول: "مش ها ينفع.. أنا مش متمتع بالصلاة.. مش حاسس بها.. أنا ها أبطل صلاة حتى يحين الوقت الذي أشعر فيه بحرارة روحية وشوق للصلاة.. فأصلي في هذا الوقت".. وعندما يقول لك أب اعترافك: "كن حذرًا من هذا الفكر فهو حرب من حروب الشيطان".. نجادل ونلاجج ونعترض.. أين الطاعة؟! صدقني يا أخي.. إذا أخذت بركة الطاعة، وأطعت أبيك.. فسوف تستمتع بالصلاة، وتكون صلاتك مقبولة ومسموعة أفضل مما تظن أو تفكر.."الطاعة خير من تقديم ذبائح". (6) تقدم مع الشكر ما أجمل الصلاة التي تمتزج بالشكر.. فالشكر هو أعلى درجات الصلاة، لأنه يرتفع عن المستوى البشري والطلبات الكثيرة. نحن نشكره على كل شيء.. لذلك وضعت الكنيسة صلاة الشكر في مقدمة الصلوات والأسرار وكل شيء، لكي نقول للسيد المسيح أولًا قبل أن ندخل في أي شيء: "نشكرك على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال".. لماذا؟ "لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة". * فمُعلِّمنا بولس الرسول تكلم كثيرًا عن هذا الشكر فقال: "شاكِرينَ كُلَّ حينٍ علَى كُل شَيءٍ في اسمِ رَبنا يَسوعَ المَسيحِ، للهِ والآبِ" (أف5: 20). * وأحد الآباء القديسين قال: "ليست موهبة بلا زيادة إلاَّ التي بلا شكر". فالشكر الذي نقدمه في الصلاة هو تعبير عملي على أننا نحب الله، ونلمس محبته لنا وعملة الخلاصي الذي قدمه لنا، وعملة اليومي المستمر معنا في تسديد احتياجاتنا.. فالإنسان يتعود أن يُصلي وهو يشكر، ويطلب بإلحاح دون ضجر. في الواقع إننا نشكر الناس على عملهم معنا أكثر من الله أضعاف.. فحينما يقدم لنا أحد الأشخاص أي مساعدة ولو بسيطة فنشكره كثيرًا.. ومع ذلك الله يقدم كل يوم وكل دقيقة فيه إحسانات غير معدودة، ولكننا لا نقدرها ولا نشكره عليها!! وهنا ننهي كلامنا.. بأن أقول لك: لا تتمرد على الله في الصلاة، ولا تُعاتبه بطريقة خارجة عن حدود اللياقة في الكلام. فإذا كان لنا حدود في كلامنا مع بعضنا كبشر.. فما بال حدودنا مع الله خالق كل البشر!! يجب أن نتحدث مع الله بمحبة وبدالة البنين.. وليس مثل القاضي الذي يُحاكم المقصِّر في حقه.. فإذا تعودنا أن نشكر الله باستمرار.. فسوف يقبل صلواتنا ويستجيب لطلباتنا، ونشعر بحبة وحنانه، واستجابته لصلواتنا.. حينما نقدمها بشكر من كل القلب. إلهنا الصالح يعطينا أن نحيا حياة الشكر المستمرة.. ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين. |
||||
08 - 11 - 2021, 09:25 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شروط الصلاة المقبولة الراهب القمص بطرس البراموسي
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
08 - 11 - 2021, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: شروط الصلاة المقبولة الراهب القمص بطرس البراموسي
ميرسي علي مشاركتك المثمرة ربنا يفرح قلبك |
||||
17 - 11 - 2021, 10:24 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: شروط الصلاة المقبولة الراهب القمص بطرس البراموسي
شكرا جدا جدا
الرب يباركك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحرية المسيحية الراهب القمص بطرس البراموسي |
بعض مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي |
قوة الإرادة الراهب القمص بطرس البراموسي |
حاجتنا إلى الصلاة الراهب القمص بطرس البراموسي |
الراهب القمص بطرس البراموسي |