قرأت فى كتاب عن العنصرة أنه حدث فى يوم الخمسين " اتحاد غير منظور بين طبيعة إلهية وطبيعة بشرية " وأنه " ماذا تكون الطبيعة الإلهية إلا جسد المسيح السرى بالذات الذى سبق المسيح وأشار إلى أخذه وأكله والاتحاد به والثبات فيه " . فما رأيكم فى هذ1 الاتحاد بالطبيعة الإلهية ؟ وما رأيكم فى عبارة " نحن إذن أمام عليقة مشتعلة بالنار " وعبارة " غاية التجسد الإلهى كملت فى يوم الخمسين " و " اكتسبت الكنيسة كل ما للمسيح " ؟
جواب
السيد المسيح هو الوحيد الذى اتحدت فيه الطبيعة الإلهية (أى اللاهوت ) بالطبيعة البشرية (أى الناسوت ) . . فإن كان المؤمنون يحدث لهم نفس الوضع ( إتحاد طبيعة إلهية بطبيعة بشرية ، فماذا يكون إذن الفارق بين أى إنسان والمسيح ؟ ) . هناك طريقان لمحاربة لاهوت المسيح : إما الإقلال من شأن المسيح ، وانزاله إلى مستوى الناس العاديين كما فعل أريوس … وإما الارتفاع بمستوى الناس إلى نفس مستوى المسيح ، بطريقة ما يسمونه ( بتأليه الإنسان ) كهذا الأسلوب الذى ورد فى سؤالك . والمحصلة فى الحالتين واحدة : أن المسيح كباقى البشر . والكنيسة لا يمكن أن تكتسب كل ما للمسيح . لأن كلمة (كل) تعنى لاهوته أيضاً . إن المسيح أعطى الكنيسة حبه ، ولكنه لم يعطها الإلوهية ، فمجده لا يعطيه لآخر . إن التعبيرات اللاهوتية تحتاج باستمرار إلى دقة شديدة . ولو كان الإنسان يتحول إلى " عليقة مشتعلة بالنار " ، لكان الأنبياء يقفون أمامه فى خشوع ليسمعوا لصوت الله ، كما فعل موسى (خر3) . إن الإنسان لم يتحول فى يوم الخمسين إلي إله . ولم يكمل فيه التجسد الإلهى الذى كان للمسيح وحده … أما عبارة " وماذا تكون الطريقة الإلهية إلا جسد المسيح السرى ، فهى إما أن تكون عبارة أو طاخية ، فيها يضيع الناسوت ، وإما ان كانت الطبيعة الإليه هى الجسد ، إذن فليس هناك لاهوت … ! ثم ما هو جسد المسيح السرى ؟ هل هو الكنيسة ؟ إن كان ذلك ، فلا يمكن أن تكون الكنيسة هى الطبيعة هى الطبيعة الإلهية . ولا يمكن أن تكون الكنيسة هى جسد المسيح الذى أشار إلى أخذه وأكله . نحن فى القداس الإلهى لا نأكل الكنيسة ، هنا خلط بين الجسد الذى أخذه السيد المسيح من مريم العذراء . وبين الكنيسة بمعنى جسد المسيح . أم أن هذا الجسد هو الجسد فى سر الافخارستيا ، الذى يأمرنا الرب بأخذه وأكله ؟ إن كان الأمر هكذا ، فليس هذا الجسد هو الطبيعة الإلهية ، والإ سنعود إلى فكرة أوطاخى ! نحن نقول " هذا هو الجسد المحيى الذى أخذه إبنك الوحيد … من سيدتنا وملكتنا كلنا القديسة الطاهرة مريم … وجعله واحداً مع لاهوته .وهنا أيضاً يبرز أمامنا سؤال خطير وهو : هل الحديث فى يوم الخمسين هو عن الأقنوم الثالث ( الروح القدس ) أم الأقنوم الثانى ( الأبن ) الذى تجسد من أجله ، وقال " خذوا كلوا هذا هو جسدى " … ؟ ما شأن سر الافخارستيا بيوم الخمسين ، يوم حلول الروح الروح القدس كالسنة نار … ؟ تبقى فى سؤالك بعض نقاط يجب التعليق عليها وهى :
(أ) هل الذى حدث فى يوم الخمسين هو حلول أم اتحاد ؟ الكتاب يتحدث بلاشك عن حلول الروح القدس . ويقول السيد المسيح " ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم " (أع1 :8) .
(ب)هل كانت ( العليقة المشتعلة بالنار ) ترمز إلى التجسد الإلهى ؟ أم كانت ترمز إلى يوم الخمسين ؟ وهل التجسد الإلهى فى طبيعته وغايته ونتائجه ، هو نفس ما حدث للتلاميذ فى يوم الخمسين ، بحيث أن " غاية التجسد الإلهى تكون قد بلغت ذروتها فى يوم الخمسين " .
(ج) وهل الأقنوم الثالث حدث له تجسد مع البشر فى يوم الخمسين ، بحلوله عليهم أو إتحاده بهم حسبما قرأت ؟