رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"حنة النبية" - من أعجب الشخصيات التي رافقت ميلاد المسيح امرأة أصيبت في زوجها مبكراً جداً ربما في سن الواحد والعشرين أو أكثر قليلاً ثم عاشت مترملة أربعة وثمانين سنة ملازمة للهيكل لا تفارقة قط عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً، أي ناهزت المائة وعشر سنين وهي في نسكها!! العجب هنا أن تقوى المرأة حوَّل حزنها على موت زوجها إلى حالة نبوة!! ثم إخلاصها المذهل في العبادة والإلتصاق بالله وببيت الله جعلها ترى ميلاد المسيح بالروح وتكشف ساعة الخلاص التي أتت على المسكونة كلها، ورئيس الكهنة في سهو ولهو داخل الهيكل يعدّ الذهب ويجرد الأواني والأسلاب. - حنة النبية تعطينا صورة للرجاء الحي المبارك الذي يمكن أن ينبثق من ضيقة – أي ضيقة، أو كارثة – أي كارثة، أو حزن – أي حزن؛ ولكن ليس مجرد رجاء يكون، بل رجاء يبلغ إلى التصاق كلي بالله مدى الحياة. هذه هي التي اشتهت أن تسكن في بيت الله كل أيام الحياة فسكنت وعاشت حتى رأت المسيح وتكلمت عنه مع المنتظرين فداءً في أورشليم (لو2: 38). - سمعان الشيخ عاين الخلاص في الميلاد، وحنة عاينت فيه الفداء!! لقد تجاوزت حنة كل بهجة الخلاص في حياة المسيح ولمحت الصليب والموت والفداء من بعيد، باعتبار أن الفداء هو سر الخلاص النهائي والباب المؤدي إليه ... إن رؤيا حنة فاقت كل الرؤى لأن سيرتها فاقت كل السير!! - حنة كانت تواظب على الصلوات، صلوات النهار وصلوات الليل كما يقول الكتاب: "بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً" (لو2: 37)، هذا هو سر حنة وهو نفسه السر الذي يعرضه المسيح علينا بإلحاح: "صلوا صلوا ولا تملوا" (لو18: 1)... "اسهروا وصلوا" (مت26: 41)، لماذا؟ لأن بعد الصلاة تكون الرؤيا وتكون اللقيا مع وجه الحبيب، وطوبى للعبد الذي يأتى سيده فيجده ساهراً في الهزيع الثاني أو الهزيع الثالث (لو12: 38)!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من هي حنة النبية؟ |
حنة النبية |
من هي حنة النبية؟؟ |
*** حنة النبية *** |
فن النتحت |