منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 02 - 2021, 02:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

دانيال والجزء الإلهى



دانيال والجزء الإلهى


عندما تحدث كرس موريسون ، والذى كان رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك ، عن السبعة الأسباب العلمية التى تجعله يؤمن باللّه ، كان السبب السادس فى نظريته هو التوازن بين القوة والمقاومة فى الحياة ، ... وأورد لذلك قصة « التين الشوكى » والذى زرع من سنوات فى استراليا بدافع الرغبة فى التحصين الوقائى من الأعاصير وما أشبه ، ولما لم تكن الحشرات المعادية لهذا النوع من الأشجار معروفة فى تلك البلاد ، فقد أخذ الشجر ينمو ويتكاثر من تلقاء ذاته بكيفية مذهلة عجيبة حتى أنه غطى مساحة من الأرض تقرب من مساحة إنجلترا طولا وعرضاً ، وأفسد بذلك مساحات شاسعة من الحقول والمزارع ، وإذ فشلت كل مقاومة فى الحد من نموه وتكاثره ، لم يجد العلماء بدا من البحث عن الحشرات التى تعيش فقط على هذا الشجر ، وأطلقوها عليه ، وعندئذ توقفت الأشجار عن الانتشار والغزو ، وبذلك أمكن القضاء على الخطر الداهم الناجم عنها ، .. وأوضح كرس موريسون ما أسماه « التوازن والتعادل بين القوة والمقاومة فى الطبيعة » وهو مالا يمكن أن يصنعه سوى عقل مدبر عظيم !! ..
هذه الظاهرة تبدو بوضوح من الجانب الروحى ، فيمن يصنعهم اللّه من أبطال ، يظهرون فى أحلك الأيام والليالى ، مزودين بالقوة الإلهية العظمى ، حتى أنهم يبدون كالنجوم اللامعة فى الليل البهيم ، وكلما ازداد الظلام ، كلما تلألأوا بالنور بالباهر يعكسونه على أجيالهم ، وربما على أجيال أخرى عديدة لاحقة ، ... وهذه الظاهرة ليست صماء بالنسبة لمن يقرأون الكلمة الإلهية ، إذ أن اللّه يعمل بنشاط أعظم وأكمل وأسمى ، عندما ينشط عمل الشر والفساد والشيطان فى الأرض ، ... ووعصا موسى القديمة التى ابتلعت عصى العرافين ، ما تزال تتكرر بهذا الأسلوب أو ذاك فى كل العصور والأجيال ، وسيبقى الحق الإلهى أقوى وأفعل مهما استشرى الفساد والطغيان فى الأرض !! ... وقد ظهر هذا فى قصة دانيال وصحبه بأكثر من مظهر ووجه ، ... فإذا ظهر الشر يريد أن ينجس الفتى بالأطايب ، وإذا رفض الشاب أن يتنجس وقد وضع ذلك راسخاً فى قلبه ، حتى ولو تعرض للموت ، وإذا عجز رئيس الخصيان عن أن يجد حلا ، وبدا خائفاً من الملك ، إلا أن دانيال مع ذلك سيجد نعمة فى عينيه ، وسيجد الحل مع رئيس السقاة الذى ولاه رئيس الخصيان على دانيال والفتية الثلاثة ،... فهى النعمة الإلهية التى تلاحق المتضايق والبائس والمأزوم عندما يضع أمره بين يدى اللّه ، والتى لا يستطاع تفسير ظاهرتها ، عندما تبدو حناناً يصدر مرات متعددة عن أقسى الناس وأشرهم وأبعدهم عن الرقة واللطف والإحسان ، ... وأليس من الغريب أن عيسو وقد طوى نفسه على حقد مبيت لمدة عشرين عاماً ، وجمع أربعمائه رجل حوله ليضرب أخاه يعقوب ضربة قاضية ، يتحول فى لحظة واحدة ، إلى الرجل الذى يعانق أخاه بقبلات الشوق والحنان والمحبة ؟ .. أليست هى النعمة التى لاحقت يوسف المضطهد فى الغربة والاستعباد والسجن بل والمجد أيضاً ؟ ... وأليست هى النعمة التى لم تصاحب دانيال فى صدر الشباب ، وأمام مائدة الملك فحسب ، بل صاحبته الحياة كلها ، والسبى كله فكانت له نعمة أمام الملوك المتعددين والمختلفى الميول والاتجاهات والمشارب ؟ ! .. ولم يعطه اللّه النعمة فحسب ، بل اعطاه الحكمة والمعرفة والشفافية والإعلان ، مما تجاوز أبعد حدود الإدراك البشرى ، وعلى وجه الخصوص عندما حلم نبوخذ ناصر حلمه ، ولعله نسيه ، وأراد من حكماء بابل على وجه غير معروف أو مألوف أن يقصوا عليه الحلم ، ويخبروه بتفسيره ، الأمر الذى لا يملكه بشر على الإطلاق ، ولكنه أعطى لدانيال ، ومن الواضح أن شهرة النبى بلغت الافاق كأحكم إنسان فى عصره ، وعلى ما يقول حزقيال لا يخفى عليه سر ! ...
وعلى أن الأمر ، كامل أكثر من ذلك ، إذ كانت له النجاة من الأخطار المتراكمة المتلاحقة ، فإذا ذكرناه على وجه المثال ، مطلوباً للموت مثل سائر حكماء بابل فى مطلع أيامه دون أن تكون هناك قوة على الأرض تمنع موته أو البطش به ، بعد أن صدر أمر نبوخذ ناصر الغريب والمستحيل على العقل البشرى ، ... وإذا ذكرناه فى آخر الأمر فى جب الأسود الجائعة ، والملك لا يستطيع - وقد قضى بالأمر - أن يرجع عن شريعة مادى وفارس التى لا تنسخ ، ولكن اللّه هو المنقذ أولا وأخيراً ودائماً على وجه عجيب معجزى ، يسمو على كل فهم أو قدرة بشرية !! .. ومع هذا كله ، فإن الجزاء الإلهى يتسامى ويعلو فوق كل خيال أو تفكير ، إذ أن الشاب الغريب المسبى يرتفع إلى أعلى مراكز المجد والقوة ، عند الكلدانيين كما عند الفرس على حد سواء ، ... فهو يوسف آخر يخرج من السجن إلى المجد ، وكما عاش يوسف رئيساً للوزراء مدة طالت إلى ثمانين عاماً متوالية ، ... عاش دانيال فى أعلى القمم طوال مدة السبى بأكمله ، مما يشهد بالحقيقة الواضحة أن من يباركه اللّه لا يستطيع أحد أن يلعنه ، وأن من يحرسه اللّه ، لابد أن يخرجه سالماً من جب الأسود بعد أن يكم أفواهها ، ولعله ذكر ما قاله إشعياء من قبل : « لا تخف لأنى معك . لا تتلفت لأنى إلهك . قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين برى . إنه سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك . يكون كلا شئ مخاصموك ويبيدون . تفتش على منازعيك ولا تجدهم يكون محاربوك كلا شئ وكالعدم. لأنى أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينــك » " إش41: 10 - 12 " « وأنا أخاصم مخاصمك وأخلص أولادك ، وأطعم ظالميك لحم أنفسهم ويسكرو ن بدمهم كما من سلاف فيعلم كل بشر أنى أنا الرب مخلصـــك وفاديك عزيز يعقوب » .. " إش 49 : 25 و 26 " .



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القسوة والحزم كما يجب
لماذا لم يدافع دانيال عن الفتيه الثلاثه رغم شهرته في المملكة ؟ سفر دانيال 2: 48 و سفر دانيال 3
كيف دانيال يصف المجوس بانهم سحره ثم يقبل ان يصبح رئيسهم ؟ دانيال 2: 2 و دانيال 4: 9
الحب والحزم
دانيال والجزء الإلهى


الساعة الآن 06:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024