رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نصيحة ثمينة من بادري بيو لجميع الخطأة
أحب كثيرًا ذلك الشعور الذي يخالجني عند خروجي من كرسي الاعتراف. حتى أني أحب الذهاب إلى كرسي الاعتراف ولكن فحص الضمير قبيل هذه العملية يدفعني إلى اختلاق الكثير من الأعذار لتجنب هذا السّر العظيم. فاسترجاع ذكريات الخطايا التي ارتكبتها مؤخراً يفتح الأبواب أمام سيل من الذنوب والتوبيخ الذاتي. الأمر مدمّر بالنسبة لي. “كيف سمحت بحدوث مثل هذا الأمر؟ كيف يمكن لي أن أقول ذلك؟ ما الذي كنت أفكر فيه؟ ” يغلبني الشعور بالندم إذ إني أرغب كثيرًا بأن أكون أفضل لذا فنظريتي هي أنني إذا ضايقت نفسي بما فيه الكفاية يمكنني أن أخيف نفسي فلا تقع في الخطيئة عينها مرّة أخرى. أعتقد أن الكثير منا يميل إلى الاعتقاد بأن عمق توبتنا يتضح من مدى شعورنا بالسوء إزاء ارتكاب الخطيئة. فهدف الشعور بالذنب هو اخبارنا بأننا ارتكبنا شيئًا خاطئًا ما قد يمنعنا من ارتكاب هذا الأمر مرّة أخرى في المستقبل. إلّا أن الحقيقة مغايرة تمامًا حيث غالبًا ما يدفع بنا هذا التوبيخ للذات والغضب منها إلى الابتعاد عنا عن الله ورحمته ، لذا لا أعتقد أن هذه استراتيجية جيدة للابتعاد عن الخطيئة والتقرب من الله. في الواقع ، يقول بادري بيو إن كل هذا القلق ليس ضروريًا ، أو حتى مرغوبًا فيه: “أعط أفضل ما لديك دون قلق مفرط، للقيام بما يجب عليك القيام به. عندما تقوم بشيء لا تفكر فيه بعد الآن. بدلاً من ذلك ، فكر فقط في ما يجب عليك فعله أو ما الذي ترغب بالقيام به أو ما تفعله في ذلك الوقت. سر على طرق الرب بكل بساطة ولا تعذب نفسك. يجب أن تحتقر عيوبك ولكن بهدوء بدلاً من القلق والأرق. لهذا السبب ، كن صبورًا وتعلّم الاستفادة من هذه هذه الأخطاء.” لقد ساعدني كلام القديس بادري بيو في فحص ضميري أكثر وبشكل أكثر شمولاً. تعلمت أنه يمكن أن تكون التوبة بسيطة وهادئة وحقيقية. إن الله ينتظر منذا طلب التوبة وتوقه لمغفرة ذنوبنا يفوق رغبتنا نحن بنيل المغفرة. لذا لا تتعبوا أنفسكم كثيرًا ولا تحتقروا أنفسكم بسبب خطيئة وقعتم بها. بدلًا من تضييع الوقت على أمر لا يمكن تغييره اليوم احرصوا على طلب المغفرة من الله وهو وحده قادر على لمس ماضيكم وبلسمة جراحه وطي خطاياه. إن عبارة “أحبوا الخاطئ واكرهوا الخطيئة” ينطبق أيضًا على الذات. أن نكره خطيئتنا لا يعني أن نكره أنفسنا. إن التعامل بصبر مع خطايانا أصعب بكثير من اختيار طريق تعذيب الذات واحتقارها لوقوعها في الخطيئة. إن تقبّل المرء حقيقة أنه ضعيف ومعرّض للوقوع في الخطيئة يتطلب تواضعًا كبيرًا وصبرًا ويذكرنا دائمًا أن لنا إله رحوم غفور. ما تقدّم هو أفضل بكثير من احتقار الذات والهروب من تقديم أخطائنا أمام الله وهو الأمر الذي يتمناه الله منّا دائمًا وينتظره من أجل خلاص أنفسنا. احذروا الابتعاد عن الله من خلال احتقار أنفسكم بدلًا من احتقار الخطيئة ومواجهتها. سرّ التوبة هو فرصة لاختبار رحمة الله وليس مبررا لاحتقار الذات التي خلقها الله على صورته ومثاله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن رحمة الله هي في هذه الحياة لتعطينا فرصة للتوبة |
يحجم الله عن تنفيذ العقوبة الكاملة حتى لا ينزع فرصة التوبة |
في التوبة رحمة الله |
خسارة انك تضيع فرصة لعمل رحمة |
رحمة الله تعطينا فرصة أخرى |