هل تحرّم الكنيسة الخمرة؟
إذا كانت الكنيسة تحرّم الخمرة بصورة مطلقة، فهذا يعني إلغاء سر الشكر الذي فيه يتحوّل الخمر إلى دم الرب، والخبز إلى جسده الطاهر.
لا بد للإجابة على السؤال أن نميّز في مسألة الخمرة بين الضرورة والسكر. على هذا الأساس، الكنيسة لا تمنع الخمرة عند الضرورة، لكنها لا تقبل بها بهدف السكر. فالخمرة هي عصير العنب، والكنيسة لا تحرّم العنب لكونه مادة مخلوقة. الكنيسة لا تمقت المادة في كل أشكالها. ولكنها تنبّه إلى كيفية استخدام كل شيء. والرسول بولس يقول: «كل شيء يحق لي، ولكن ليس كل شيء يوافق. كل شيء يحق لي، ولكن لا يتسلط علي شيء».
وتتألف الخمرة كعصير للعنب من نسبة من الكحول. والكنيسة – من هذا القبيل – ليست ضد الكحول. فالكحول تستخدم في ميدان الطب للتعقيم. كما وتُستخدم في العطور. كذلك تدخل الكحول في تركيبة عدد من العقاقير الطبية. ومن جديد، المشكلة ليست مع الكحول بل مع الإفراط والغلو. الكنيسة تميّز بين الشيء ومخاطره. الماء نفسه النافع للجسم، والضروري للحياة، إذا شربنا منه بكثرة، من شأنه أن يشكّل خطراً على حياتنا وأذى لجسمنا.
ونجد في الكتاب المقدس في حادثة السامري الشفوق (لوقا34:10)، كيف أنه استخدم الخمرة والزيت من أجل شفاء المريض. كذلك فإن الرسول بولس يقول لولده تيموثاوس: «لأن قليلاً من الخمرة... نافع لمعدتك وأسقامك» (1تيمو23:5).
ولا يخفى على أحد أن البلاد القطبية يعمد سكانها إلى الكحول من أجل تدفئة الجسم، الأمر الذي لا يحتاج إليه سكان المناطق الحارة.
باختصار تميّز الكنيسة بين الخمر والسكر (لاويين9:10؛ قضاة4:13 و14:3).
نحن في الكنيسة نمتنع عما يؤذي ويعرقل حياتنا وسويتنا ورصانتنا كأساس لحياتنا مع الرب (أمثال20:23).
ويشدّد الرسول على ضرورة التمييز بين الخمر والسكر فيقول: «لا تسكروا بالخمر التي للخلاعة، بل امتلأوا بالروح» (أفسس18:5). ويقول سفر الأمثال: «... لأن الذي يترنّح بها ليس بحكيم» (أمثال1:20؛ وعبر15:2). فالكتاب المقدس يحرم السكير من دخول ملكوت المسيح (1كو10:6)، لا بل يمنع المسيحي من مخالطتهم (1كو11:5) الكتاب المقدس لا يقبل أن يكون المسيحي سكيراً (أمثال29:23-30؛ وأمثال31:23-32). وعند بطرس الرسول تقترن الخمرة بالدعارة (1بط3:4؛ و1تيمو8:3؛ ولاو19:10؛ ودانيال3:10 و5:1؛ وعدد3:6). الخمرة تسيء لمحتسيها وتُبعده عن الإيمان ومحبة الله، وتقوده إلى نسيان وصايا الله (أمثال4:31).