رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدّيس بورفيريوس أسقف غزة ✥ (+430م): كتب سيرته تلميذه مرقص الشماس. ومن سيرته الأصلية استمددنا معلوماتنا ههنا. أصل القدّيس برفيريوس من مدينة تسالونيكية لعائلة من النبلاء. لما بلغ الخامسة والعشرين من عمره اجتاحت نفسه رغبة إلهية في ترك موطنه والعزّ الذي كانت ترتع فيه عائلته ليقتبل الحياة التوحّدية. توجّه إلى مصر وجاء إلى الإسقيط، موطن الرهبان والنسّاك هناك. وبعد أيام معدودة حُسب أهلاً للثوب الرهباني. أقام، بين الآباء القدّيسين، خمس سنوات رغب بعدها في زيارة الأماكن المقدّسة في فلسطين. وإذ حقّق ما رغب فيه بنعمة الله تحوّل إلى نواحي الأردن حيث اتخذ مغارة أقام فيها ناسكاً. بقي هناك خمس سنوات أخرى جاهد خلالها جهاداً بطولياً في ساحة الحرب اللامنظورة. لكنه بسبب الجفاف الشديد في تلك الناحية مرض وأشرف على الموت. وبتدبير من الله انتقل بمساعدة بعض معارفه إلى أورشليم. |
03 - 12 - 2016, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
المرض الذي أصاب قدّيس الله، برفيريوس،
كان تصلّب الكبد. وقد عانى من ارتفاع حرارة البدن بصورة متواترة. ومع أن المرض شمله ووخز أحشاءه دونما هوادة وأخذ يُذيب جسده، فإنه لم يتوان يوماً عن التطواف على الأماكن المقدّسة تبرّكاً. وقد أحنت العلّة هامته وأوهنته فصار يتكئ على عصا. في ذلك الوقت تعرّف إليه تلميذه مرقص الذي كان خبيراً في فن النسخ والكتابة. وقد أُخذ بقوة نفس برفيريوس بعدما لاحظ حالة الوهن التي كان عليها وإصراره، بصورة متواترة، على التجوال في الأماكن المقدّسة. وذات يوم رآه يهمّ بصعود سلّم مبنى الشهادة الذي تأسّس في زمن قسطنطين الملك، ولكن قواه، كما بدا، خانته، فأسرع مرقص الخطى ومدّ لبرفيريوس يد المعونة فأبى الاتكاء عليها قائلاً: "ليس مناسباً لي أنا الذي أجول سائلاً غفران خطاياي أن أستند إلى يد إنسان، عسى الله ينظر إلى تعبي، أيها الأخ، ويُشفق عليّ برأفته التي لا يُنطق بها!" على هذا النحو انصرف برفيريوس في سبيله ليسمع الأقوال الإلهية ويشترك في المائدة السرّية ثم يقفل عائداً إلى مقرّه. كان واضحاً أنه احتقر مرضه ولم يُنؤ تحت وطأته بل سلك بإزائه وكأن مرضه يصيب جسد إنسان آخر. رجاؤه بالله خفّف ثقل حمله عليه. وتوطّدت علاقة مرقص ببرفيريوس فأوفده إلى ذويه في تسالونيكي لتصفية تركته وإعطاء ما يتوجّب لإخوته والعودة بالباقي إليه ليعمل على توزيعه على الفقراء وفقاً للوصية الإلهية. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
فلما تمّم مرقص رغبة معلّمه عاد محمّلاً بالخيرات إلى أورشليم. وإذ التقاه بالكاد تبينه لأنه بدا قوي البنية حسن المحيّا. فابتسم له رجل الله وقال له: لا تعجب، يا أخي مرقص، إذا ما رأيتني صحيحاً قوياً فأنا الآن أنعم بالصحة بفضل لطافة الرب يسوع الذي يجعل ما هو ميئوس منه قويماً. فمنذ أربعين يوماً، فيما كنت أقيم سهرانة يوم الرب، اعتراني، في كبدي، ألم لا يوصف. وإذ لم تعُد لدي طاقة على الاحتمال خرجتُ وارتميت قرب موضع الجمجمة، في الجلجثة. ومن عظم الألم غبت عن الوعي فرأيت السيّد مسمّراً على الصليب وأحد اللصّين على صليب آخر. وإذ شرعت في الصياح مردّداً كلمات اللص: اذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك (لو42:23)، أجاب السيّد موجِّهاً كلامه إلى اللص الصالح، ديسماس، وهو على الصليب: "انزل خلّص ذاك المطروح هناك كما خلًُصت أنت". فنزل اللص وأخذني بين ذراعيه وقبّلني، ثم مدّ إليّ يده وأقامني على رجلي وقال لي: تعال إلى المخلّص. للحال قمت وركضت إليه. فرأيته ينزل هو أيضاً عن الصليب ويقول لي: خذ هذا العود واحفظه. فأخذته ورفعته. في تلك اللحظة عدتُ إلى نفسي. ومن تلك الساعة زال ألمي.
|
||||
03 - 12 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
مزايا القدّيس:
وعرض مرقص لمزايا القدّيس كما عرفه. كان رجلاً لا عيب فيه، وديعاً جداً، شفوقاً، موهوباً في تفتيق معاني الكتاب المقدّس، قادراً على الإجابة عن أصعب المسائل فيه. لم يكن ينقصه العلم، بعامة، وله قابلية يُعتدّ بها على إسكات غير المؤمنين والهراطقة. وكان محباً للفقير، يكرم الشيوخ كآباء والشبّان كإخوة والصغار كأولاد له. لطيف المعشر، متّضعاً لا غش فيه ولا ادعاء. سويّ المزاج، خالياً من الهواء، لا يعرف الغضب. لا يذكر شرّ الآخرين في تعاطيهم معه ولا يدع الشمس تغرب على غيظه. بسيط القلب، ميّت الأهواء إلا غيظه على أعداء الإيمان. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ وزّع ثروته واشتغل:
بالنسبة للثروة التي عاد بها إليه مرقص، عمد برفيريوس إلى توزيعها على المحتاجين، في المدن والقرى والأديرة. كما بعث بمال وافر للرهبان في مصر. أما الغرباء في نواحي أورشليم فأضحى لهم بمثابة إبراهيم جديد. كل أمواله وزّعها ولم يبق لنفسه شيئاً لكي يكون اتكاله على الله كاملاً. لذلك احتاج فخرج وعمل سكّافاً ولم يشأ أن يأكل خبزاً من غير تعب. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ سيامته كاهناً وأسقفاً:
وسمع عنه بريليوس، أسقف الأماكن المقدّسة، فأرسل في طلبه وسامه كاهناً وعهد إليه مسؤولية حفظ العود المحيي. إذ ذاك تحقّق، بالكامل، الحلم الذي رآه عن الرب يسوع وقوله له: خذ هذا العود واحفظه. كان برفيريوس قد بلغ الخامسة والأربعين من العمر. وقد بقي على سابق نظام حياته لجهة التقشّف والسهر. مضت على سيامته كاهناً ثلاث سنوات توفي في نهايتها إينياس، أسقف غزّة، المسيحيّون هناك كانوا قلّة معدودة. المدينة كانت في غالبيتها وثنية. وإذ لم يتّفق المسيحيون والكهنة في من يمكن أن يخلف أسقفهم الراحل جعلوا الأمر بين يدي رئيس الأساقفة في قيصرية، يوحنا. هذا أعلن صوماً ثلاثة أيام سأل خلالها الرب الإله في شأن الأسقف العتيد فجاءه إعلان أشار إلى برفيريوس المغبوط رجلاً على قلبه. في ذلك الوقت بالذات رأى برفيريوس حلماً عاين فيه الرب يسوع يقول له: ما كلّفتك به أردده لأني أشاء الآن أن أجمعك إلى امرأة مسكينة لكنها فاضلة فاتخذها وجمّلها لتنسى فقرها. كن غيوراً لها فُيعطى لك كل ما تحتاج إليه من حيث لا تدري. خرج برفيريوس ومرقص ومعهما خادم اسمه باروخاس إلى قيصرية بعد أن سلّم قدّيسنا مفاتيح عود الصليب إلى أسقف الأماكن المقدّسة. فلما وصلوا إلى هناك استقبلهم رئيس الأساقفة يوحنا وأحسن وفادتهم. و في اليوم التالي وصل جمع من مسيحي غزّة فألقوا الأيادي على برفيريوس وجعلوه أسقفاً عليهم عنوة. رد فعل برفيريوس كان أنه بكى بكاء شديداً مؤكداً أنه لا يستحق الأسقفية. وأخيراً رضخ. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ في غزّة:
وانطلق الغزّاويون عائدين إلى ديارهم برفقة أسقفهم الجديد. ومن حسد الشيطان حرّك ضدهم بعض الوثنين في القرى القريبة من المدينة فعمدوا إلى زرع الطريق بالأشواك والقاذورات الكريهة الرائحة ليحولوا دون وصول القادمين إلى المدينة. لذلك لم يصل برفيريوس وصحبه إلى غزّة إلا بشق النفس. ثم أنه ضرب غزّة والجوار الجفافُ وشاع في المدينة أن السبب هو قدوم برفيريوس. الوثنيون قالوا أنهم سألوا زفس إلههم فقال لهم أن قدمي برفيريوس مجلبة للفأل السيئ في المدينة. و بعدما رفعوا الطلبات إلى إلههم سبعة أيام لم يحصدوا إلا الريح فانصرفوا خائبين. و ضربت المجاعة المدينة فجاء المسيحيون، وعددهم مائتان وثمانون، و سألوا قدّيس الله الصلاة لأجل المجاعة والجفاف. فلما عرف في روحه إن إصبع الله فيما جرى تلا، والشعبُ من حوله، صلوات جمّة في أكثر من موضع حاملين رفات بعض الشهداء و المعترفين. وكانت هناك كنيسة قديمة خارج المدينة. فتوجّهوا إليها و صلّوا و لما أرادوا العودة ألفوا البوابة وقد أقفلها الوثنيون ولما يشاؤوا فتحها. في ذلك الوقت بالذات أعطى الله غيوماً وبرقاً و رعداً و أمطرت السماء مطراً غزيراً فتحرّك قلب بعض الوثنيين وفتحوا البوابة وشرعوا يعترفون بيسوع إلهاً أوحداً. فشكر برفيريوس والمسيحيون الرب الإله و فرحوا فرحاً عظيماً، ثم دخلوا الكنيسة يتبعهم الوثنيون وعددهم مئة وسبعة وعشرون. هؤلاء ختمهم الأسقف بختم الصليب. وبعدما اشتركوا في سر الشكر عادوا كل إلى بيته. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
في ذلك الوقت اشتدّ سقوط المطر ثلاثة أيام احتفل بعدها المؤمنون بعيد الظهور الإلهي. وانضم إلى الكنيسة عدد إضافي من الوثنيين، مائة وخمسة عدداً. إلا أن الوثنيين الباقين على وثنيتهم استمروا في تضييقهم على برفيريوس و المسيحيين الذين عانوا الكثير، لكن الرب الإله كان معهم وكانت الصلوات ترتفع ليل نهار ليهدي الإله العليّ الضالين إلى سواء السبيل. و من جملة ما حدث أن باروخاس الخادم تعرّض لضربات الوثنيين حتى ظُنّ أنه مات، لكنه بصلاة رجل الله برفيريوس استردّ عافيته و صار شماساً. كذلك تعرّض للأذّية العديدُ من المسيحيّين حتى أضحت الاضطرابات في المدينة واقعاً يومياً وأمست الحاجة إلى حلّ أمراً ملحّاً.
|
||||
03 - 12 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ مرقص إلى القسطنطينية:
وأرسل برفيريوس مرقص إلى القسطنطينية مزوّداً برسالة إلى يوحنا، رئيس أساقفة القسطنطينية، ليعمل لدى القصر على إقفال هياكل الأوثان في غزّة بعدما تفاقمت الحالة فيها. وقد تكلّلت مهمته بالنجاح وأُوفد إلى غزّة موظف كبير ليعمل على تنفيذ قرار في الشأن المطلوب. ومع أن الموظف أقفل العديد من الهياكل إلا أنه أبقى على أهمها، هيكل زفس، بعدما تلقى من الوثنيين مبلغاً كبيراً من المال رشوة. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ إيلياس:
كذلك، حدث بتدبير من الله، في ذلك الزمان، إن امرأة وثنية من عائلة شريفة في المدينة حضرتها ساعة الوضع، وكانت حاملاً، فتعثرت ولادتها. وبعدما بذل الأطباء جهدهم لمساعدتها باءت محاولاتهم بالفشل. فاحتار ذووها وأتوا بالسحرة والعرّافين فلم يكن حظّهم بالنجاح أوفر. كانت إيلياس وجنينها في خطر الموت. وإذ اتفق أن مربية إيلياس كانت على الإيمان بالمسيح فإنها رفعت طلبات عديدة من أجلها إلى الرب الإله. وحدث أنها كانت، مرة، تصلّي وتبكي في الكنيسة فلاحظها برفيريوس وسألها عن علّة بكائها. فنظرت إليه وارتمت عند قدميه متوسّلة إليه أن يصلّي إلى الرب يسوع من أجل إيلياس مخدومتها. فلما عرف القدّيس بخبر المرأة بكى هو أيضاً لأنه كان رؤوفاً جداً. ثم بعث بالمربية لتقول لذوي إيلياس أن هناك طبيباً عظيماً قادر على شفاء ابنتهم الوحيدة شرط أن يُقسموا بألا ينكروه وأن يحفظوا الأمانة له بعد أن يقضي لهم حاجتهم. فذهبت ونقلت كلام برفيريوس بحذافيره فأقسموا بأن يفعلوا ما يطلبه منهم. فوجّهت، إذ ذاك، كلامها بصوت مرتفع إلى إيلياس قائلة: هذا ما يقوله برفيريوس، الكاهن العظيم، الرب يسوع المسيح، ابن الله الحي، يشفيك. آمني به واحيي! للحال تحرّك الجنين في أحشائها وتمت ولادتها بسلام. فاندهش الجميع وهتفوا: عظيم هو إله المسيحيين! عظيم هو الكاهن برفيريوس! في اليوم التالي خرج ذوو إيلياس والعشيرة كلها إلى برفيريوس وألقوا بأنفسهم عند قدميه سائلينه ختمهم في المسيح، ففعل و جعلهم موعوظين ثم أرسلهم بسلام طالباً منهم أن يداوموا على حضور الصلوات والتعليم في الكنيسة. وبعد زمن يسير عمّدهم مع المرأة ومولودها، الذي كان ذكراً، وأسموه برفيريوس. عدد الذين انضموا إلى كنيسة المسيح، يومذاك، كان أربعة وستين. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبينا الجليل في القديسين بورفيريوس أسقف غزة (+430م) |
القدّيس بوكولوس أسقف إزمير |
القدّيس دوروثاوس أسقف غزّة |
القدّيس بورفيريوس الرَّائِي (1906-1991) |
صلاة القدّيس بورفيريوس الرّائيّ |