زحف كدرلعومر ملك عيلام ومعه ثلاثة ملوك آخرون من ملوك بلاد بين النهرين، على البلاد المحيطة بالبحر الميت لإعادة إخضاعهم له. وحدثت الموقعة في عمق السديم، وانهزم حلف سدوم وعمورة، فأخذ كدرلعومر ومن معه جميع أملاك سدوم وعمورة، وأخذوا لوطاً ابن أخي أبرام، وأملاكه ومضوا، فلما سمع أبرام، جر غلمانه المتمرنين، ولدان بيته، ثلاث مئة وثمانية عشر، وتبعهم إلى دان، وهزمهم "واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب" (تك 14: 14-16).
وعند عودته قابله ملكي صادق، ملك شاليم (أورشليم – انظر مز 76: 2)، وقدم لإبراهيم خبزاً وخمراً – وكان ملكي صادق كاهناً لله العلي – وقال له : "مبارك أبرام من الله العلي، مالك السموات والأرض، ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك. فأعطاه (إبراهيم) عشراً من كل شئ". ولا علاقة "لله العلي" الذي كان ملكي صادق كاهناً له، بالإله الوثني "عليون" الذي كان يعبده الكنعانيون، بل هو الله العلي الذي خلق السموات والأرض. وقد كان هذا أمراً بعيداً عن الفكر الوثني (تك 14: 19 و22، مز 7: 17، 47: 2، 57: 2، 78: 56).