|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأن صدقيا ملك يهوذا حبسه قائلًا: لماذا تنبأت قائلًا هكذا قال الرب. هأنذا أدفع هذه المدينة ليد ملك بابل فيأخذها. وصدقيا ملك يهوذا لا يفلت من يد الكلدانيين، بل إنما يُدفع ليد ملك بابل ويكلمه فمًا لفمٍ وعيناه تريان عينيه. ويسير بصدقيا إلى بابل، فيكون هناك حتى أفتقده يقول الرب. إن حاربتم الكلدانيين لا تنجحون" [3-5]. الأعداد [3-5] عبارات اعتراضية وُضعت لتفسير السبب في احتجاز إرميا، ومنعه من الهروب، إذ كان الهدف الرئيسي هو محاولة القضاء على رسالته النبوية. لا نعرف المدة التي قضاها إرميا في السجن. تقدم لنا العبارات السابقة سبع نبوات نطق بها النبي في أورشليم، أعلن النبي هذه النبوات في مواضع كثيرة (إر 21: 3-7؛ 24: 8-10؛ 25: 8-29)، وقد تحققت حرفيًا كما جاء في (2 مل 25؛ 2 أي 36) أ. يدفع الله مدينة أورشليم ليد ملك بابل فيأخذها. ب. لا يفلت صدقيا ملك يهوذا من يد الكلدانيين. ج. بالتأكيد يُدفع صدقيا ملك يهوذا ليد ملك بابل. د. سيتكلم صدقيا ملك يهوذا مع ملك بابل فمًا لفمٍ، وعيناه تريان عينيه. ه. يسير بصدقيا إلى بابل. تنبأ حزقيال النبي عن صدقيا أنه لا يرى بابل (حز 12: 13). حُمل الملك إلى بابل ليلًا، لكنه لم يرها كما يقول إرميا النبي، إذ فقأوا عينيه في ربلة (2 مل 25: 4-7). وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يعلن أحد الأنبياء: "لا يرى بابل" (حز 12: 13) وآخر يقول: "يسير به إلى بابل" [5] وتبدو النبوة كأنها متناقضة. ولكن الأمر غير ذلك، إذ كلاهما حق، فإنه لا يرى بابل وإن كان يُحمل إليها... لأنه في اليهودية تُفقأ عيناه، لأنه حيث حنث بالقسم هناك يثبت ذلك عليه وينال العقوبة. كيف يُحمل إلى بابل؟ مسبيًا! فإن العقوبة مضاعفة: حرمان من البصر والسبي]. [إنه لم يرَ بابل مع أنه حُمل إليها... لأنه فُقئت عيناه في اليهودية، في الموضع الذي فيه حنث بالقسم هناك نال العقوبة. لقد خان العهد وحنث بالقسم ولو مع رجلٍ وثنيٍ، لهذا نال عقوبة مضاعفة: السبي والعمى. هذا هو ثمر خيانة العهد مع الناس فكم بالأحرى مع الله؛ إنها تُفقد النفس حريتها والبصيرة الداخلية نورها، فيخضع الإنسان لعبودية داخلية وعمى داخلي]. و. يكون صدقيا في بابل فيكون هناك حتى يفتقده الرب، أي إلى يوم موته. ز. إن حاربوا الكلدانيين لا ينجحون. |
|