|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“يا رزَّاق” والنعمة كثير من البشر يتعاملون مع الله “الرزَّاق” باعتباره مجبرًا على أن يرزقهم؛ لأنهم أفضل من غيرهم، ويعتبرون أنه كلما زاد بِرِّ الإنسان وتقواه لله، كلما زاد نصيبه من “الرزق” المادي والمعنوي، وغاب عن هؤلاء أن المبدأ العام الذي يحكم جميع عطايا الله بالبشر، هو مبدأ النعمة، فهو “يرزقهم” بنعمته فقط، وليس لأي استحقاق بشري. هذا ما أراد المسيح أن يوضحه، في موعظة الجبل، عندما قال: «...أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ... لكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ» (مت5: 44، 45). فهنا الله “الرزَّاق” يعامل جميع البشر بنفس الدرجة، مهما كانوا أشرارًا أو صالحين، أبرارًا أو ظالمين، فعلى جميعهم يشرق شمسه التي تدفئهم وتنير لهم وتساعد في تكوين غذاء أجسادهم، وعلى جميعهم أيضًا يجود بمطره عليهم، الذي يملأ أنهارهم، ويسقيهم، ويخرج لهم نباتاتهم وعشبهم. فإذا أدرك الناس هذه الحقيقة، لكفوا كثيرًا عن تزاحمهم حول “رزق” غيرهم، ولرجعوا للـ“رزَّاق” الحقيقي يشكرون نعمته ويتوبون عن خطاياهم ويطلبون رضاه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إرزقني يا “رزَّاق” |
“يا رزَّاق” والأبوة |
“يا رزَّاق” والقناعة |
والنعمة ما أنا |
والنعمة دى |