|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بَدَلَ مَحَبَّتِي يُخَاصِمُونَنِي. أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً [4]. كانت محبة السيد المسيح للبشرية واضحة خلال أعماله واهتمامه بشفاء كل ضعفات الجسد مع اهتمامه بخلاص نفوسهم، أما هم فردُّوا له محبته بالعداوة. كلما جال يصنع خيرًا تلتهب في داخلهم نيران الحسد والكراهية. كثيرًا ما كان يقضي الليل في الصلاة، لكي ما يحملنا فيه إلى هذا العمل وسط ضيقاتنا. فتدفعنا مقاومة الأشرار لنا إلى الالتجاء إلى عرش نعمته، فننعم بروح الحب للمقاومين. جاءت ترجمة "أما أنا فصلاة" هكذا: "أما أنا فكنت أصلي من أجلهم". هذه العبارة تكشف عن قلب داود ومنهجه، فإنه إذ كانت المقاومة ضده من كل جانب، كان ملجأه هو الصلاة، لا لكي يهبه الرب حكمة في التصرُّف فحسب، وإنما لكي يعطيه فهمًا روحيًا وحكمة بالنسبة للمقاومين إليه، فيرجعوا عن الشر الذي في قلوبهم. * العبارة: "بدل محبتي يخاصمونني" [4] لا توحي بشيء سوى أن المقاومة جاءت من شخص يُحسِنُ إليه، وكان يستحق منه الحب ونوال مكافأة، لكنه قدَّم له ما هو مضاد لهذا... "أما أنا فكنت أصلي من أجلهم" [4] أترون الوداعة؟ أترون تقوى الروح؟ يقول: إني لم أستخدم أسلحة، ولا أثرت معركة. عوض هذا كنتُ ملجأً لكم، وقُمتُ بمساندتكم، بأعظم أسلحة لها فاعليتها، قدَّمتُ عونًا لا يُغلَب . القديس يوحنا الذهبي الفم * بدل حنوي الذي قدَّمته بسخاء نحوهم، يفترون عليّ. ولكن ماذا فعلت؟ صلَّيْتُ هذا هو سلاح الرب، هذا هو سلاحنا نحن أيضًا، الصلاة! إن كان أحد يضطهدنا ويكرهنا، لنفعل هكذا (نصلي)... ماذا كانت صلاته...؟ يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعْلَمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34). القديس جيروم * توجد ستة تصرفات مختلفة يمكننا أن نضعها في أذهاننا: أ. مقابلة الشر بالخير. ب. عدم مقابلة الشر بالشر. ج. مقابلة الخير بالخير. د. مقابلة الشر بالشر. هـ. عدم مقابلة الخير بالخير. و. مقابلة الخير بالشر. التصرف الأول والثاني خاصان بالصالحين، الأول أفضل من الثاني. التصرفان الأخيران خاصان بالأشرار، الأخير أشر من السابق له. التصرفان اللذان في المنتصف يخصان نوع من الشخصيات التي في المنتصف ما بين الصالحين والأشرار. يليق بنا ملاحظة ذلك في الأسفار المقدسة. ربنا نفسه يرد الخير مقابل الشر، إذ يبرر الفاجر (رو 4: 5). وعندما عُلِّق على الصليب، قال: "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34). القديس أغسطينوس |
|