|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مرثاة أم تسبحة مع حزن السيد الشديد على تلميذه الذي اختار طريق الخيانة، غير أن الصليب في الخارج عار وخزي، وفي أعماقه تسبحة حب يُقَدِّمها للآب، وفرح قلب بالذين قُدِّمت عنه الذبيحة. يَا إِلَهَ تَسْبِيحِي لاَ تَسْكُتْ [1]. جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "اللهم لا تسكت عن تسبيحي". أعلن السيد المسيح طاعته للآب بكونه آدم الثاني عوض العصيان الذي سقط فيه آدم الأول، كما أعلن حبه للبشرية بلغة العمل في صمتٍ. الآن يطلب من الله أن يتقبل هذه الذبيحة كتسبحة تمجد الآب، فيطلب منه ألا يصمت، بل يسمع له، ويقبلها، حاسبًا خلاص المؤمنين كأنه خلاص له، لأنهم أعضاء جسده. يبدأ بقوله "يا إله تسبيحي" وسط مرارة المُرّ التي كان يشعر بها بسبب مقاوميه الذين أحبهم، وأحسن إليهم وصلَّى لأجلهم. نرى عيني داود قد تركزتا على الله "إله تسبيحه". بالحق سرّ نقاوة قلب داود وقوته أن قلبه قد انشغل تمامًا بالله المُحْسِن إليه، فصار قيثارة، وتحوَّلتْ كل حياته إلى تسبحة لا تنقطع، حتى وسط آلامه. * "يا الله، لا تعبر على تسبيحي في صمتٍ". يقول مترجم آخر: "لا تسكت"، أي لا تتغاضى عن العقوبة، بل لتنتقم لما يحدث. أنت مجيد وقدير وقادر على وضع الأمور في نصابها فوق كل شيءٍ . القديس يوحنا الذهبي الفم * يقول المسيح: "يهوذا خانني، واليهود اضطهدوني وصلبوني، وظنوا أنهم يخلصون مني إلى النهاية". أما أنت يا الله فلا تسكت في تسبيحي. الكنيسة كلها في العالم تُسَبِّح الرب كل يوم وتتم الصلاة الربانية: يا الله لا تسكت في تسبيحي. لتدركوا كرامة الكهنوت! الكهنة يتكلمون، وفي الكهنة يُسَبَّح الله في ابنه. القديس جيروم * يقول ربنا: أنا يا أبتاه قد جئتُ إلى العالم لأُخبر الناس باسمك، وأُقيم على الأرض تسبحتك. فلا تدَعْ الأشرار أن يسكتوها، ولا يقووا على إزالة الإيمان بك. أما فم الخاطئ -يقول النبي عن الشيطان- الذي هو سبب قتل المسيح وسائر الخطايا. أيضًا دعا يهوذا الخائن خاطئًا، لأنه قال لليهود: ماذا تعطوني وأنا أُسَلِّمه إليكم. كما دعاه غاشًا، لأنه يمكرٍ قبَّله، قائلًا: السلام يا معلم. كذلك فم الخاطئ الغاش هو أفواه الكتبة والفريسيين التي كانوا يفتحونها بالتجاديف على المسيح في مكرٍ وتَمَلُّقٍ عندما كانوا يقولون له: يا معلم إنك تعلم الحق الخ. أيضًا تكلم عليه بلسانٍ غاش رئيس الكهنة عندما أقسم عليه، قائلًا: أخبرنا إن كنتَ أنت ابن المبارك، وذلك بغشٍ، لأنه لم يكن يقصد أن يخبره بأمره بل يمسك عليه بقوله ليتهمه بالتجديف. وقد أحاطه الشهود الكذبة في المحفل. هذا كله بلا سبب، أي من غير أن يكون عليه علة للبغضة. لأنهم عوض أن يحبوه إذ كان يشفي أمراضهم، ويقيم موتاهم، ويشفي مجانينهم، ويشبع جياعهم، أحالوه إلى بيلاطس وأسلموه للقتل. ومع هذا كان يُصَلِّي من أجلهم على الصليب، قائلًا: يا أبتاه اغفر لهم خطيتهم. أما هم فكانوا يفترون عليه قبل صلبه وبعده أنه طاغٍ وضال، وأنه يثير فتنة، عوض القول بأنه يُعلِّم طريق الحق. أبغضوه عوض محبته لهم واعتنائه بخلاصهم. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 88 | مرثاة لبارٍ متألم |
مزمور 69 | مرثاة تنبع من القلب |
مزمور 55 - مرثاة أم تسبحة |
مزمور 54 - مرثاة أم تسبحة؟ |
مزمور 45 - مرثاة جماعية |