|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأذريهم بمذراةٍ في أبواب الأرض. أثكل وأُبيد شعبي. لم يرجعوا عن ُطرقهم. كثرت لي أراملهم أكثر من رمل البحار. جلبت عليهم على أم الشبان ناهبًا في الظهيرة. أوقعت عليها بغتة رعدة ورُعبات. ذبلت والدة السبعة، أسلمت نفسها. غربت شمسها إذ بعد نهار. خزيت وخجلت. أما بقيتهم فللسيف أوقعها أمام أعدائهم يقول الرب" [7-9]. لا يستبعد أن تكون عبارة "أبواب الأرض" إشارة إلى مجدون بكونها الزاوية الشمالية الغربية من البلاد، دخل فيها وخرج منها جيوش كثيرة عبر التاريخ. أ. يشبههم بالمحصول الذي ليس فيه حنطة بل كالقش، متى قام المزارع بتذريتهم يحملهم الريح ويبددهم العاصف، هكذا تبددوا إلى بابل في السبي. لا يذريهم في الحقول بل "في أبواب الأرض"، ماذا يعني هذا؟ من كان حنطة يستحق الدخول إلى أبواب صهيون الحقيقية، ليكون في بيت الرب، أما من كان قشًا فيدخل في أبواب الهاوية (إش 38: 10). ب. يشبّه مملكة يهوذا بسيدة رفضت أن تكون ابنة لله، ففقدها وصار كمن هو محروم من ابنته. تفقد هي أيضًا رجلها وبنيها وُتحرم منهم، فتصير أرملة وثكلى. في الميثاق المبرم مع إبراهيم ويعقوب كان الوعد أن نسلهما يكون كرمل البحر (تك 22: 17؛ 32: 13)، الآن وقد حقق لهما الوعد كسَر الشعب الميثاق وتعرض الشباب للموت فصارت أراملهم أكثر من رمل البحر. ج. لا يحدث ذلك تدريجيًا إنما دفعة واحدة في وقت الظهيرة، حتى تصير الأم التي لها سبعة شباب أرملة، تفقدهم معًا فتشتهي الموت، تصير لها الظهيرة ظلامًا، وكأن النور يفارق عينيها. إذ يشير رقم 7 إلى الكمال، هذا يعني أنها أنجبت كل ما يمكن من الأولاد ولم تعد لديها قدرة بعد على الإنجاب، ومات الكل معًا، خاصة وأنها فقدت رجلها وترملت. هذا ما حوّل ظهيرتها إلى ظلمة! جاء في تسبحة حنة أم صموئيل: "حتى أن العاقر ولدت سبعة، وكثيرة البنين ذبلت" (1 صم 2: 5). وكأن إنجاب سبعة بنين يحمل علامات البركة (إر 4: 15)، وبالتالي فقدانهم في وقت الظهيرة يحمل معنى اللعنة. لعله يقصد أيضًا بالظهيرة أن الأرملة تفقد أولادها وهم في ظهيرة عمرهم، أي وهم شباب ناضرون، أو لأن نبوخذنصر سبي يهوذا وهو شاب في ظهيرة عمره. هذا وقد سباها بقوة كما في الظهيرة ولم يأتِ كلصٍ خائفٍ في الليل. بقوله: "غربت شمسها إذ بعد نهار" [9] تشير إلى حالة الحداد التي صارت فيها مملكة يهوذا، فقد لبست النساء الملابس السوداء بعد قتل الرجال والأولاد، حيث صار الكل أرامل، فصارت المدن في وسط النهار كأنها ليل دامس، لا يُرى فيها غير السواد. |
|