|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فمن يشفق عليكِ يا أورشليم؟ ومن يعزيكِ؟ ومن يميل ليسأل عن سلامتكِ؟" [5]. هذا هو عمل الخطية الذي نراه واضحًا في حياة البشرية، الشعور بالعزلة والوحدة. ليس من يقدر أن يشارك الإنسان مشاعره الحقيقية ولا من يعزيه، حتى وإن اجتمع حوله المئات أو الألوف وربما الملايين؛ حتى وإن نال شهوة عالمية أو كرامة فائقة... ففي أعماقه لا يجد من يعزيه ويسأل عن سلامته أو يحييه. هذا ما دفع بعض الممثلين المشهورين الذين نالوا شعبية تقدر بالملايين إلى الانتحار. لأنهم إذ يفقدون الله مصدر تعزيتهم وسلامهم يدركون أن كل من هم حولهم لا يستطيعون أن يهبوهم شبعًا داخليًا، أو سلامًا حقيقيًا أو يحبونهم بإخلاص. هذا هو علة تزايد نسبة المرضى نفسيًا حتى في البلاد المتقدمة، بالرغم من تكاتف كثير من القوى لإشباع كل احتياجات الإنسان اقتصاديًا وعلميًا واجتماعيًا ونفسيًا... لكن يبقى أمر واحد وهو الاتحاد مع القدوس واهب السلام. يتساءل إرميا النبي: "من يشفق عليكِ يا أورشليم؟ [5].إن كنتِ لا تشفقين على نفسكِ، بل سلمتي أعماقك للسيف والجوع والسبي... قبلتي الموت والعار والمذلة، فمن يشفق عليكِ؟ من يقدر أن يعزيكِ؟ من يهتم بكِ ويسأل عن سلامتكِ؟ تأتي الإجابة كما في أغلب الأسئلة الواردة في هذا السفر: "المسيا المخلص!"، هو وحده يشفق على الخاطى، ويهتم به ويعزيه، ويرد له سلامه بعمل صليبه. لم يعد أحد يشفق على أورشليم، أعداؤها يشمتون فيها، وأبناؤها يهلكون، وأصدقاؤها يهربون أمام فادحة الخطر الذي لحق بها. لا تنتظر يا عزيزي أحدًا يشفق على أورشليمك الداخلية، إلا الله الآب الذي أحبك وأسلم ابنه الوحيد للصليب لأجل خلاص نفسك، فتترنم مع الرسول قائلًا: "الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟!" (رو 8: 32). من يشفق عليك إلا السيد المسيح مخلصك، وكما يقول الرسول: "من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالأحرى قام أيضًا، الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا" (رو 8: 34). إن التقيت معه الآن بالتوبة تشفق على نفسك. لا تتنظر أبًا أو أمًا أو أخًا أو صديقًا يهتم بخلاصك، بل التقِ به، لأن نفسك ثمينة في عينيه، أعظم من كل العالم! من يعزيك ويهبك السلام الداخلي إلا الروح القدس الْمُعَزِّي، يبكتك على خطية ويقدم لك الغفران، يصالحك مع الآب في استحقاقات دم المسيح! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | أورشليم الجديدة |
آرميا النبي | وأقدس عليكِ مهلكين كل واحدٍ وآلاته |
آرميا النبي | أمدّ يدي عليكِ |
آرميا النبي | ويل لكِ يا أورشليم، لا تطهرين |
آرميا النبي | وراء كل هذا شر أورشليم |