|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِي: «وَإِنْ وَقَفَ مُوسَى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي لاَ تَكُونُ نَفْسِي نَحْوَ هذَا الشَّعْبِ. اِطْرَحْهُمْ مِنْ أَمَامِي فَيَخْرُجُوا." [1]. نحن نعلم أن شفاعة النبي لدى الله من أجل الشعب كانت عملًا أساسيًا في حياته، لذا أراد الله تأكيد صدق نبوة إرميا بالرغم من عدم قبول شفاعته في أمر رفع التأديب، لأنه وإن تشفع موسى وصموئيل النبيين لن تُقبل شفاعتهما في ذلك الحين، ولن يُسمح للشعب أن يقف أمامه. كأن عدم قبول شفاعة إرميا ليس علتها ضعف في شخصه أو في عمله، وإنما في إصرار الشعب على عدم التوبة. ذكر المزمور (مز 99: 6) موسى وهرون وصموئيل كشفعاء عظماء يستجيب الله صلواتهم. قدم لنا العهد القديم موسى شفيعًا في (خر 32: 11-14؛ 20: 34؛ 32: 30؛ عد 10: 13-19؛ 14: 13-19؛ تث 9: 26-29). كما قدم لنا صموئيل النبي شفيعًا في (1 صم 7: 5-11؛ 12: 19-25). قيل: "فدعا صموئيل الرب فأعطى رعودًا ومطرًا في ذلك اليوم، وخاف جميع الشعب الرب وصموئيل جدًا. وقال جميع الشعب لصموئيل: صلِ عن عبيدك إلى الرب إلهك حتى لا نموت... فقال صموئيل للشعب: لا تخافوا... وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم بل أُعلمكم الطريق الصالح المستقيم" (1 صم 12). هكذا امتزجت صلواته وشفاعاته بتعليمه لهم ليعيشوا حسب العهد الإلهي. لم يكن هذان النبيان شفيعين فحسب، بل كانا أيضًا وسيطين في أقامة عهد بين الله والشعب. ذِكر هذين النبيين له معنى خاص بالنسبة لإرميا النبي، إذ كان يُنظر إليهما كنموذجين حيين لخدمته، حاسبًا نفسه خلفًا في سلسلة الأنبياء . |
|