|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أصيب النبي بحالة إحباط بسبب طول أناة الله على الأشرار: "حتى متى تنوح الأرض وييبس عشب كل الحقل، من شر الساكنين فيها فنيت البهائم والطيور، لأنهم قالوا لا يرى آخرتنا" [4]. لم يكن يتعجل التأديب لينتقم لنفسه، إنما لأنه رأى الأرض نائحة، وعشب كل الحقل قد يبس، والبهائم والطيور فنت. بمعنى آخر إذ يتحول الجسد (الأرض) من اللذة بالخطية إلى فقدان الراحة والدخول إلى حالة غمٍ شديدة، ويفقد الإنسان كل ثمرٍ روحي حتى وإن كان كعشبٍ صغير، وتهلك طاقاته الجسدية (البهائم) والروحية (الطيور)... يصير في حاجة إلى تأديب إلهي يرده إلى صوابه ويحثه على التوبة. يقول العلامة أوريجينوس: ["حتى متى تنوح الأرض وييبس عشب كل الحقل من شر الساكنين فيها؟" يتحدث النبي هنا كما لو كانت الأرض كائنًا حيًا، يقول إنها تنوح من شر الذين يمشون فوقها. الأرض بالنسبة لكل واحدٍ منا إما نائحة بسبب شرنا، أو متهللة بسبب فضائلنا. وما يُقال بالنسبة للأرض يُقال بلا شك بالنسبة لكل الأشياء. بالمثل يمكنني أن أقول: إن الماء والملاك المسئول عنه يتهللان أو ينوحان؛ فيجب علينا أن نعرف أنه حتى يتم تنظيم وإدارة الكون كله يوجد ملاك مسئول عن الأرض، وآخر مسئول عن الماء، وآخر عن الهواء وآخر عن النار. ارتفع بعقلك لتتأمل النظام السائد عند الحيوانات والنباتات والكواكب السمائية؛ إذ يوجد ملاك مسئول حتى عن الشمس وآخر مسئول عن القمر وآخرين عن النجوم. هكذا كل هؤلاء الملائكة الذين يرافقوننا طوال حياتنا على الأرض، إما أنهم يفرحون لنا أو ينوحون عندما نخطئ. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | امتلأت الأرض بالفاسقين |
آرميا النبي | فأطردكم من هذه الأرض |
آرميا النبي | من أجل أن الأرض قد تشققت |
آرميا النبي | إن الأرض تنوح بسبب الساكنين فيها |
آرميا النبي | من سخطه ترتعد الأرض |