|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي إرميا 10 من يروى ظمأ نفسي؟! * من يروى ظمأ نفسي؟! من ينير ظلمتي؟! إلا أنت يا شمس البر، يا نور حياتي! * اعتزلتك يا حبيب، فعانيت من الشعور بالعزلة والحرمان! تركتك يا حياتي، فاقتحم الموت أعماقي! تجاهلتك يا قوتي، فامتلأت رعبًا! صرت كالقدامى في جهالة أخشى حركات الكواكب وظواهر السماء! في غباوة أخشى الطبيعة التي خلقتها لأجلي! صرت كطير يخشى اللعين (خيال المقاتة)! * لتبرق في داخلي، فأستنير وأتعرف على أسرارك! لتمطر في قلبي، فتجعل منه فردوسًا مثمرًا! ليهِب ريحك، فامتلئ بفيض نعمتك! * لقد تحطمت خيمتي، وانحلت رباطاتها! قل كلمة، فتصير خيمتي بيتًا مقدسًا لك! وتتحول أرضي الداخلية إلى سمواتك! قل لي: أنت سماء وإلى سماء تعود! * أعترف لك إنني تراب، وإلى تراب أعود، الآن حولني بتأديبات محبتك إلى سمواتك! اجعلني مسكنًا لك، ولتسكن أنت فيّ! كن نصيبي، وأكون أنا نصيبك يا شهوة قلبي. * أنت صانع الأرض بقوتك، جسدي هو أرضك محتاج إلى قوتك! يتقدس بروحك القدوس فيعيش في قوة ومجد! أنت مؤسس المسكونة بحكمتك، نفسي الخاوية تود أن تصير مسكونة، تسكنها أيها الثالوث القدوس، فتحمل حكمة إلهية فائقة! أنت باسط السموات بفهمك، من يحول ترابي إلى سماء غيرك؟! لا تقل لي: "أنت تراب وإلى تراب تعود". لكن بنعمتك وفهمك أيها القدوس قل: أنت سماء وإلى سماء تعود! فهمك حوَّل ترابي إلى السماء! * تعطي قولًا فتكون كثرة مياه في السموات، تأمر نفسي التي أقمتها لك سماءً، فتفيض من ثمر الروح، تسكب حبًا ووداعة ونقاوة كمطر على أرض الغير، تحول البراري إلى بساتين بفضل نعمتك فيّ! * تجتذبني يا إلهي كما من أقاصي الأرض، تضمني كما من أواخر الصفوف، لا لتقيمني في أوائل الصفوف فحسب، بل تجعل مني سحابة نيرة ترتفع فوق الأرضيات! حقًا: أنت الذي تصعد السحاب من أقاصي الأرض! * فيك نلتقي معًا كسحاب روحي، تخرج منا رعود وبروق، رعود صوتك الإلهي الساكن فينا، وبروق نورك الفائق أيها الساكن في نورٍ لا يُدنى منه! نعم تدخل بنا كما إلى خزينة خزائنك، وتفتح أمامك أبوابها فنعترف من فيض غناك، وننعم برياح عملك القدوس! بك نغتني أيها الغني السماوي! |
|