في الليل زارتني نفسٌ كنتُ قد رأيتُها سابقاً. غير أنها لم تطلب إليّ الصلاة، ولكن وبّختني قائلة إنني كنتُ متكبِّرة ومتعجرفة «وأنتِ تتوسّلين اليوم من أجل الآخرين، بينما ما تزال النقائص تتملَّكُكِ». أجبتُ أنني بالواقع كنتُ متكبِّرةً ومتعجرفةً، ولكن قد اعترفتُ بذلك وكفَّرتُ عن حماقتي، وأنني أثِقُ بصلاح الله، وإذا كنتُ ما أزالُ أسقُطُ من حينٍ إلى آخر، فلا أفعل ذلك عمداً، ولا عن سابق تصميم، حتى في الأمور الصغيرة. غير أنّ النفس ما انفكَّتْ توبّخني قائلة: «لماذا لا تريدين أن تقدِّري عظمتي؟ لماذا أنتِ وحدَكِ لا تُمجِّدين، كما يفعلُ الآخرون، أعمالي العظيمة؟». رأيتُ حينئذٍ أنه كان الشيطان الذي أخذ شكل نفسٍ، فقلت: «يحقُّ المجد لله وحده، فاذهب يا شيطان». فسَقَطَتْ حينئذٍ هذه النفسُ فجأة في هوّةٍ رهيبةٍ أبعد من أن توصف. فقلتُ للنفس التعيسة إنني سأخبِرُ الكنيسة كلها بهذا الأمر.