|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقدماتهم بلا طاعة: 18 لِذلِكَ اسْمَعُوا يَا أَيُّهَا الشُّعُوبُ، وَاعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمَاعَةُ مَا هُوَ بَيْنَهُمْ. 19 اِسْمَعِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ: هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى هذَا الشَّعْبِ ثَمَرَ أَفْكَارِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَصْغَوْا لِكَلاَمِي، وَشَرِيعَتِي رَفَضُوهَا. 20 لِمَاذَا يَأْتِي لِي اللُّبَانُ مِنْ شَبَا، وَقَصَبُ الذَّرِيرَةِ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ؟ مُحْرَقَاتُكُمْ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ، وَذَبَائِحُكُمْ لاَ تَلُذُّ لِي. 21 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا جَاعِلٌ لِهذَا الشَّعْبِ مَعْثَرَاتٍ فَيَعْثُرُ بِهَا الآبَاءُ وَالأَبْنَاءُ مَعًا. اَلْجَارُ وَصَاحِبُهُ يَبِيدَانِ. 22 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هُوَذَا شَعْبٌ قَادِمٌ مِنْ أَرْضِ الشِّمَالِ، وَأُمَّةٌ عَظِيمَةٌ تَقُومُ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ. 23 تُمْسِكُ الْقَوْسَ وَالرُّمْحَ. هِيَ قَاسِيَةٌ لاَ تَرْحَمُ. صَوْتُهَا كَالْبَحْرِ يَعِجُّ، وَعَلَى خَيْل تَرْكَبُ، مُصْطَفَّةً كَإِنْسَانٍ لِمُحَارَبَتِكِ يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ». 24 سَمِعْنَا خَبَرَهَا. اِرْتَخَتْ أَيْدِينَا. أَمْسَكَنَا ضِيقٌ وَوَجَعٌ كَالْمَاخِضِ. 25 لاَ تَخْرُجُوا إِلَى الْحَقْلِ وَفِي الطَّرِيقِ لاَ تَمْشُوا، لأَنَّ سَيْفَ الْعَدُوِّ خَوْفٌ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. إذ لم يصغوا إلى صوته الإلهي، ولا قبلوا خبرة آبائهم في معاملات الله معهم استدعى الله الشعوب الوثنية وكل أمم الأرض لتشهد عليهم: "لذلك اسمعوا يا أيها الشعوب، واعرفي أيتها الجماعة ما هو بينهم. اسمعي أيتها الأرض: هأنذا جالب شرًا على هذا الشعب ثمر أفكارهم، لأنهم لم يصغوا لكلامي وشريعتي رفضوها" [18-19]. هكذا يستدعى الله الأمم الوثنية لتشهد كيف استحق شعبه المتمرد التأديب الناري كثمرٍ طبيعي لأفكارهم وعصيانهم وكسرهم العهد معه. ربما استدعاء الأمم هنا يشير إلى أن شعبه قد اندفع إلى الشر حتى تبرر الوثنيون متى قورنوا بهم! احدى علامات الطريق الخاطئ الرئيسية أو الانحراف عن طريق الآباء الملوكي هو عدم الإصغاء لصوت الرب وشريعته والاهتمام فقط بتقديم تقدمات وذبائح للرب. "لم يصغوا لكلامي وشريعتي رفضوها. لماذايأتي لي اللُّبان من شبا؟ وقصب الذريرة من أرض بعيدة؟! محرقاتكم غير مقبولة، وذبائحكم لا تلذ لي" [19-20]. لا يريد الله اللُّبان وقصب الذريرة ولا المحرقات والذبائح، إنما يطلب الطاعة النابعة عن الحب. يبذلون كل الجهد فيأتون باللُّبان من شبا وقصب الذريرة من أرض بعيدة بينما يتجاهلون نقاوة قلوبهم وقدسية حياتهم الداخلية. الله يطلب اللُّبان الداخلي، أي الصلاة الداخلية التي تُرفع كرائحة بخور في السمويات، وقصب الذريرة الداخلي. إنه يطلب محرقات داخلية حيث تقدم النفس حياتها ذبيحة مقدسة ملتهبة بالحب الإلهي، وذبائح مقدسة حيث تبذل ذاتها، خلال اتحادها بالمسيح الذبيح، مترنمة مع الرسول: "من أجلك نُمات كل النهار؛ قد حُسبنا مثل غنم للذبح" (رو 8: 36). مصدر اللُّبان للعالم القديم هو شبا (إش 60: 6؛ حز 27: 22)، وهي تقع في جنوب غربي شبه الجزيرة العربية بقرب مأرب. إذ انشغل شعبه بالمظاهر الخارجية من تقديم لبان وقصب ذريرة وذبائح دون نقاوة القلب واستقامة السلوك، أي لم تعبر الحياة التعبدية الظاهرة عن صدق ما بالداخل لهذا يقول الرب لهم: "هأنذا جاعل لهذا الشعب معثرات، فيعثر بها الآباء والأبناء معًا، الجار وصاحبه يبيدان" [21]. ما هي هذه العثرات التي يقدمها الله إلا من عمل أيديهم و"ثمر أفكارهم" [19]؟! فيشربون من كأس العصيان التي ملأوها بإرادتهم، ظانين أن الله عنيف وقاس لأنه سمح لأمة وثنية أن تسبيهم وتحطم مدنهم وهيكلهم! |
|