في القسم السابق [1-9] تغنى المرتل بالخلقة التي تشهد لمجد الله وعظمته حيث نرى خلالها الله اللابس النور، والمقيم السماوات كخيمة، والسحاب كسقفٍ من الماء في العلية، يمتطي السحاب كمركبة إلهية، صوته يرهب المياه، فتلتزم الحدود التي وضعها الله لها. أما في هذا القسم، فيكشف عن عناية الخالق الفائقة. فالخليقة مدينة له، ليس فقط بوجودها ذاته، وإنما باستمرار وجودها الدائم. يُفَجِّر عيون مياه في وفرة، مُقَدِّمًا إياها مجانًا لحيوانات البرية. يُلَبِّي احتياجات خليقته مجانًا في مُنْتهَى العطف! فالطيور بما وُهِبَتْ من حدْسٍ فطري تبني أعشاشها في آماكن آمنة، وحيوانات البرية تجد أوجرة تعيش فيها. "للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه". يا للعجب، يطلب راحة الحيوانات والإنسان وإشباع احتياجاتهم بينما يختار لنفسه الفقر والعوز من أجل حبه لخليقته!