|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لعلّ أخطر ما في هذه العبارة قوله "وساروا وراء الباطل (hebel) وصاروا باطلًا [5]. يحمل هذا العتاب معنيين: الأول: أن من يسير وراء اللهاالحق، ويتحد به، يتمتع بشركة الطبيعة الإلهية، ويحمل الحق؛ أما من يسير وراء الفساد الباطل، ويتحد به، تتحول حياة الإنسان إلى الفساد، ويصير "باطلًا". وكأن من يتحد بالله يصير كأنه إلهي، ومن يتحد بالخطية يحمل طبيعتها الفاسدة. الثاني: أن كلمة باطل في العبرية habel تقترب جدًا من كلمة "بعل" Baal، وهو إله الكنعانيين الخاص بالخصوبة. يتعبدون له لينعموا بالثمر المتزايد فإذا بهم يجدون حياتهم عقيمة، بل وباطلة. فالخطية في حقيقتها لا تقدم شيئًا إلا السراب الذي يدفع بالمسافرين إلى الموت ظمًا! لعله لهذا السبب قدم لنا السيد المسيح جسده ودمه المبذولين طعامًا روحيًا لكي نحمله فينا، فنحمل الحياة الجديدة المُقامة، الحياة السماوية المثمرة، عوض الفساد الذي حلّ في داخلنا! صار مسيحنا مأكلًا حق، لكي نصير نحن "حقًا"، عوض أن نأكل الباطل فنصير باطلًا! إن كان الله في محبته لم يهمل شعبه بل اهتم برعايتهم، للأسف أهمل الكهنة والخدام كرم الرب، فلم يتذوقوا محبة الله ولا استطاعوا أن يقدموها لشعبه، بل انحرفوا إلى عبادة البعل، وسحبوا قلوب الشعب معهم. "الكهنة لم يقولوا أين هو الرب، وأهل الشريعة لم يعرفوني، والرعاة عصوا عليّ، والأنبياء تنباؤا ببعل وذهبوا وراء ما لا ينفع" [8] |
|