وقفة شاب
تعبتُ من كثرةِ سقطاتي
تعبتُ من وراءِ الخطيةْ
واعٍ ولكني مغيَّب
مقيَّد بسلاسل قدميَّ
أحبها ولا أنكر
ولست واضعًا للرجوع نيَّةْ
أعلمُ أنا: هذا إثمٌ
لكنها تبدو حقًا مُغريةْ
فأنا شابٌ، ومِن حَقِّه
يستمتعُ بحياته كليَّةْ
فهل هناك مِن مُحرِّر؟
يفُكّ قيدَ العبوديةْ
يستبدلُ ضعفي وفشلي
بسلامِ، راحةِ وحريةْ
أم سأبقى على هذا
إلى أن توافيني المَنيةْ؟
***
رفعت عينيَّ وإذا شابٌ
لا يبلغ من العمر الكثيرْ
يحمل ما أشبه بالخشبة
وفي طريق وعرٍ يسيرْ
يمضي إلى مكان صَلبِهِ
أمام أعينِ الجماهيرْ
فقلتُ: من هذا؟ ماذا فعل
ليذوق العذاب المريرْ؟
فنظر إليَّ وهو يسقط
قائلاً: هذا ثمنُ التحريرْ
لا بد أن أمضى إلى هناك
لأدفع الحسابَ العسيرْ
فكِدّتُ لا أُصدِّق ما أسمع
وغمرني فرحٌ كبيرْ
ولكن، كيف سيدي
والموت حليفك سيصيرْ؟
أيقوى إنسان مائت
على فعل شيءٍ صغيرْ؟
فحمَلَ آخر الخشبة
واستكمل هو المسيرْ
***
إلى أن وصل حيث سيموت
وبالفعل أنه ماتَ
فحزنتُ إذ الكلُّ ضاعَ
كل شيءٍ قَد فاتَ
***
مرَّ يومان على موتِهِ
وهو في قبرِه مدفونْ
وقد وُضِعَ حجرٌ على القبرِ
وعليه حرَّاسُ واقفونْ
فعادت إليَّ المخاوف
عادت إليَّ الظنونْ
واستسلمت ثانية لليأسِ
والحزن طغى والشجونْ
وفي فجرِ اليومِ الثالثِ
ذاع خبرٌ اصابني بالجنونْ
قامَ سيّدي من الموتِ
أهذا ممكنٌ أن يكونْ؟!
***
فذهبت إلى هناك لأنظرَ
لأتيقَّنُ من هذا الخبرْ
فأذا القبرُ فارغٌ
ولقد دُحرِجَ الحجرْ
فبهذا نلتُ التبريرَ
بهذا ذنبي قد غُفِرْ
جون نبيل عمدان - ملوي