|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإرسالية الخاصة والحقيقة أن المشكلة ليست في قرار الهجرة في حد ذاته، ولكن في دوافعه ووسائله، وسنناقش هنا دوافع الهجرة، والتي لن تخرج عن دافعين في رأيي الخاص؛ أولهما أن تكون الهجرة إرسالية خاصة من الله، أما ثانيهما أن تكون هروبًا من أوضاع معيشية سيئة. الدافع الأول؛ نجده مثلاً في إبراهيم، خليل الله، الذي ظهر له الرب وهو في أور الكلدانيين، قائلاً: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ... إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ» (تكوين١٢: ١)، ورغم قلة المعلومات لدى إبراهيم؛ فهو لا يعلم أين هي هذه الأرض، وإلى متى سيمكث فيها، ولماذا يريده الله هناك؛ لكنه أخذ خطوة إيمان إلى المجهول، بناءً على دعوة الله له، وهي هجرة في ملء مشيئة الله تمامًا. ونجد هذا الدافع أيضًا بصورة أشمل وأروع، في الإنسان الكامل؛ يسوع المسيح. فكما أنه لم يستشعر الحرج لأنه ولد في قرية بيت لحم «الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا» (متى٢: ٦)، وكما أنه لم يضجر أبداً وهو يتربى في إقليم الجليل المحتقر، والذي قيل عنه «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» (يوحنا١: ٤٦)، فإنه أيضًا اتخذ قرارًا بتغيير سكنه من الناصرة إلى كفرناحوم، رغم أنها مدينة مليئة بالمرضى والمجانين، وأغلب سكانها من القساة والمتكبرين. فنقرأ عن المسيح «وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرَنَاحُومَ»، ولم يكن هذا القرار بناءً على ظروف دافعة أو راحة شخصية، فهو لم يذهب لنهر الأردن ليعوض غياب يوحنا، ولم يذهب إلى العاصمة أورشليم حيث صخب اللقاءات والاحتفالات، ولكن كان هذا القرار لتتميم وعود الله «لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ...»، وأيضًا لمتابعة تنفيذ مشيئة الله، فنقرأ «مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ...» (متى٤: ١٢-١٧)، فيا له من إنسان فريد!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مبادرة الإرسالية هي الله |
ميزات الإرسالية للرُسُل |
توصيات الإرسالية للرُسُل |
الإرسالية ارتبطت في المسيح والرُّسُل |
ما هي الإرسالية العظمى؟ |