|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العهد مع إبراهيم ونسله: ثم من بعد نوح نصل لإبراهيم، ونجد أنه لم يقدم ذبائح في أور الكلدانيين أو في حاران، وطبعاً السبب واضح جداً في الكتاب المقدس وينبغي أن ننتبه إليه جداً أن كنا نُريد حقاً أن نحيا مع الله على مستوى الفعل والعمل، لأن الله أعطاه أمر ليخرج من وسط الجو الذي يعيش فيه المفعم بعبادة الأوثان، لأن الله مستحيل يُعبد في أرض غريبة وسط أوثان أو في وجود الخطية وتحت سلطانها المُدمر الذي يعمل بالموت في أبناء المعصية: + [هكذا قال الرب إله إسرائيل، آباؤكم سكنوا عَبر النهر منذ الدهر، تارح أبو إبراهيم وأبو ناحور وعبدوا آلهة أخرى، فأخذت إبراهيم أباكم من عَبر النهر وسرتُ به في كل أرض كنعان وأكثرت نسله وأعطيته اسحق.. فالآن أخشوا الرب واعبدوه بكمال وأمانة وانزعوا الآلهة الذين عبدهم آباؤكم في عبر النهر وفي مصر واعبدوا الرب] [15] + [على أنهار بابل هناك جلسنا، بكينا أيضاً عندما تذكرنا صهيون. على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا. لأنه هناك سألنا الذين سبونا كلام ترنيمة، ومعذبونا سألونا فرحاً قائلين: رنموا لنا من ترنيمات صهيون. كيف نُرنم ترنيمة الرب في أرضٍ غريبة] [16] ومن هذا الجو الذي عاش فيه إبرام جاءت الدعوة الإلهية ليترك كل شيء ويتبع الله وهو لا يعلم إلى أين يذهب: [وقال الرب لإبرام أذهب (أرحل) من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك] [17]، فنجد أن إبراهيم تحرك حركة الإيمان الحي وأطاع الله وترك بسهولة كل شيء وسار وفق الدعوة الإلهية: [بالإيمان إبراهيم لَّما دُعيَّ أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيداً أن يأخذه ميراثاً، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي] [18] وعندما تمم خروجه الكامل ووصل إلى شكيم عند بلوطة مورة [19] وقف هناك يُصلي فظهر له الرب فبنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له [20]؛ وعندما انتقل إلى بيت إيل بنى هناك مذبحاً للرب ودعا باسم الرب [21]؛ ولما عاد إلى مكان المذبح الذي عمله هناك أولاً دعا هُناك باسم الرب [22]، وعندما نقل خيامه وأتي وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون، بنى هناك مذبحاً للرب [23]، وطبعاً لم يذكر هنا كلمة ذبيحة، ولكن من الصعب إقامة مذبح بلا ذبيحة أو تقدمة. عموماً نجد أول ذكر لمواصفات ذبيحة أمر بها الرب عندما أقام الرب مع إبراهيم ميثاقاً بعد أن [آمن (أولاً) بالرب فحسب له براً، وقال له: أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها؛ فقال (إبرام) أيها السيد الرب بماذا أعلم إني أرثها، فقال له (الله) خذ لي عجلة ثلثيه وعنزة ثلثيه وكبشاً ثلثياً ويمامة وحمامة، فأخذ هذه كلها وشقها من الوسط وجعل شق كل واحد مقابل صاحبه وأما الطير فلم يشقه.. فأخذها وقدمها ذبيحة للرب.. حيث قطع الرب مع إبرام ميثاقاً – عهداً בض¼ض°×¨ض´×™×ھ] [24]، وهذه تعتبر ذبيحة عهد ميثاق لا ينفك، وهي أول ذبيحة يأمر بها الرب بمواصفات خاصة مع شقها من الوسط، كعلامة إبرام عهد مُلزم بالتنفيذ المؤكد من قِبل الله وحده فقط، لأن الله هو المسئول عن التنفيذ لأنه هو من جاز فيها وحده في النهاية، لذلك هي ليست تحالف، لأن التحالف يتم بين اثنين متساويين وقادر كل منهما على التعهد والتنفيذ، لكن الخليقة كلها لم ولن يوجد فيها من هو بقادر أن يصنع تحالف مع الله لأنه لن ينفذ بنود العهد أبداً، لأنه أكثر عُرضة للإخلال بشروط العهد، لأن آدم نفسه مع كل المجد الذي كان فيه لم يكن بقادر أن يحفظ مكانته وسقط، فكم تكون باقي البشرية التي عاشت في السقوط ولم تختبر ما كان فيه آدم من حالة مجد فائق بهي، لذلك فأننا نرى هنا ذبيحة عهد ميثاق قطعه الله وحده ولم يدع إبراهيم أن يجتاز معه وسط الذبائح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إبراهيم وإسحق ويعقوب في العهد الجديد |
إبراهيم وإسحق ويعقوب في العهد القديم |
الله وعد إبراهيم أن يباركه هو ونسله |
الاتحاد النيابي بين آدم ونسله |
القمص فلتاؤس السريانى ميلاده ونشأه |