|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بيت لحم وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ”(لوقا1:2-7). بيت لحم كانت مدينة صغيرة ولكنها مرتبطة بتوقعات كثيرة، فبينها انجيل لوقا في البداية على انها “مدينة داود” لسبب مهم على الرغم من ان مدينة أورشليم هي عادة تحمل ذلك اللقب في العهد القديم ] (2صموئيل7:5و9و6:10و12و16 – وملوك الثاني 28:9و 22:12)[، فبيت لحم هـى البلدة التى وُلد فيهـا داود النبي من قبل (1ملوك15:17)، والـمكان الذى مُسح فيـه داود ملكاً (1ملوك13:16)،والتى شرب من بئرهـا فى حربـه مع الفلسطينيين. بيت لحم أي بيت الخبـز،وليس غريبـا ان بيت لحم هذه تعطى العالـم كلـه “خبز الحيـاة” (يوحنا48:6) يسوع الـمسيح. “ألـم يقل الكتاب انـه من نسل داود ومن بيت لحم القريـة التى كان داود فيهـا يأتـى الـمسيح” (يوحنا42:7). راعوث جدة العذراء قد تغرّبت من قبل فى بيت لحم (راعوث19:1)،وها هى العذراء غريبـة فـى القريـة. وهـى التى فيهـا قبـر راحيـل زوجـة يعقوب (تكوين19:35)،وهـى التى كان فيهـا بيت يسّى (لوقا4:2)،وفيهـا بئر داود(2ملوك14:23)، وبنى رحبعام ابن سليمان فيهـا حصنـاً(2 أيام4:11). أكثر من هذا فبيت لحم مرتبطة بنبؤة ميخا النبي والتي تتحدث عن مجيئ المسيّا المنتظر الذي يحكم العالم:” «أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ» (ميخا2:5). وهنا نجد انه من الرغم من انجيل لوقا قد ألقى الضوء على ان مريم ولدت طفلها المسيح اثناء وجودها في بيت لحم من اجل الإكتتاب وكيف ان احتلال الرومان للشعب اليهودي اجبرهم على ذلك الترحال للإكتتاب، فالأنجيل أيضا يرينا مهما يكن من الضيقات التي تعرضت لها مريم ويوسف في ترحالهم لبيت لحم ولكن كانت فرحة ميلاد المخلص كما جاء في النبؤات كافية لتعزيتهما. ويقول التقليد الكنسي على لسان القديس الشهيد يوستين (150م)، إن القديس يوسف ومعه العذراء مريم عندما بلغا بيت لحم لم يكن لهما فيها أحد،إذ كانا قد استوطنا الناصرة منذ زمن بعيد. فإتجها الى الخان (الـمنزل أو النزُل) وهو مكان يشبه اللوكاندة تستقبل الـمسافرين،فلما لم يجدا فى الـمنزل مكاناً إلتجأ الى المغارة الـملحقة والتى كانت مخصصة للدواب وباتا فيهـا وهناك ولدت إبنها البِكر وقـمّطته وأضجعته فى الـمزود. ولقد شيّدت الملكة هيلانـة كنيسة فوق هذا الـمكان الـمقدس سنة 330م، وبعدها قام الإمبراطور جوستينان الأول(483-563م) وبنى كاتدرائية كبرى على هذا الـمكان،ويقال ان الكنيسة الحاليـة فى بيت لحم هى بقاياها أعيد ترميمها. مهما كان الحالة فمن المؤكد ان مريم ولدت مسيّا إسرائيل في مكان لا يليق بملك وكما قال القديس يوحنا بولس الثاني:” ان مريم اختبرت ميلاد طفلها في ظروف شديدة الفقر ولم تستطع ان تعطي ابن الله حتى كأي أم تقدم لإبنها المولود حديثا مكانا مريحا ولكن بدلا من ذلك كان عليها ان تلد في مغارة وتضع مولودها في مزود ومهد اعد على عجل متباين ومتعارض مع ابن الله المعظم”. هذا بالإضافة الى انه على الرغم من انه يمكن لشخص ان يتوقع ان ميلاد ملك إسرائيل الذي انتظرته الأجيال طويلا والذي كان على الشعب ان يهتف بفرح لولادته سيتم ولكن فها هو المسيح المولود يهرب بطريقة خاصة من كل اليهود وكل اليهودية ليولد في مكان غير مألوف. لا يوجد أي قادة دينيين في الديانة اليهودية جاء ليرحب بمسيحهم المنتظر ولا كهنة ولا فريسيون ولا صدوقيون ولا كتبة ولا أي اثرياء او وجهاء او ذات مناصب او سلطة في اليهودية جاءوا للترحيب، فقط بعض الرعاة المجهولين من اسفل قاع المجتمع اليهودي جاءوا ليشهدوا قدوم ربهم وملكهم” وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ”، وذهبوا الي بيت لحم جسبما قالت لهم الملائكة: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ”(لوقا8:2-20). كان لمريم الكثير الذي تفكر فيه ما بين السفر الي بيت لحم حيث كانت حبلى وان تضع مولودها وسط الحيوانات وتضعه في مزود، وفوق كل هذا ان يهرب ميلاد مسيّا إسرائيل من ملاحظة كل قادة إسرائيل، بالتأكيد ان تلك الطريقة لا يجب ان يعامل بها الملك!. ان الأنجيل لم يعطينا الكثير عما يمكن ان يكون قد دار في داخل مريم اثناء تلك الأحداث المتواضعة، ولكنه كشف تفصيل واحد ان مريم في وجه الفقر والمهانة والرفض لإبنها لم تظهر أي شكوى او تذمرولم تقل بتاتا :” انتبهوا انا أم المسيّا فيا كل بيت لحم يجب ان تعاملوا عائلتي بأحسن من هذا”. ولكن بدلا من ذلك احتفظت مريم بكل تلك الضيقات الي داخل نفسها وبصلوات دائمة احتفظت بكل تلك الأشياء متأملة فيهم في قلبها”وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا19:2). ان مجاوبة مريم لتلك الضيقات والإهانات يمكن ان يعطينا مثال كيف يجب ان نتعامل مع الصلبان الصغيرة التي قد تواجهنا كل يوم. صلاة: عرّفينا يا أمّنا حقارة الأرض وبهاء السماء، لندرك مدى السعادة التي تنتظرنا. فيكون هذا العالم فقط مسرح جهاد يوصلنا للملكوت حيث السعادة الحقيقيّة بقرب خالقنا. فنستحقّ أن نشاهد مجده وعظمته، ويكون لنا شرف تسبيحه وتمجيده برفقة الملائكة والقدّيسين إلى دهر الدهور. آمين. اكرام: فكر مليا” في ضميرك عند قيامك بأي عمل : هل ترضى به أمنا العذراء ؟ نافذة: اجعليني أهلا” لان اقتدي بك يا سيدتي يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة. |
|