منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 07 - 2023, 11:50 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

مزمور 96 | بناء في كل الأمم

بناء في كل الأمم

حَدِّثُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِمَجْدِهِ،
بَيْنَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ بِعَجَائِبِهِ [3].
يرى القديس أغسطينوس أن بناء بيت يبقى ينمو في كل الأمم، وذلك خلال الكرازة أو البشارة المفرحة من يومٍ إلى يومٍ. هذا البناء لا لمجد الكارزين الذين يقومون بالبناء، بل بمجد الرب نفسه. من يطلب مجد نفسه لا يقدم تسبحة جديدة للرب.
* "حدثوا بين الأمم بمجده" [3]. بمجده (بكرامته) لا مجدكم أنتم.
حدثوا أيها البناؤون بمجده بين الأمم. إن اخترتم أن تتحدثوا عن كرامتكم تسقطون، إن اخترتم كرامته، فإنكم أنتم أنفسكم تُبنون فيما أتم تبنون. لذلك الذين يختارون أن يحدثوا عن كرامتهم، يرفضون أن يسكنوا في ذلك البيت. وبذلك لا يسبحون تسبحة جديدة في كل الأرض.
القديس أغسطينوس

* جاء في نبوة إشعياء: "يا رب أنت إلهي أعظمك. أحمد اسمك لأنك صنعت عجبًا، مقاصدك منذ القديم أمانة وصدق" (إش 25: 1). لأن ربنا وإلهنا يسوع المسيح هو الذي صنع العجائب، وهي إحياء الموتى وشفاء المرضى وسائر إحساناته التي يخبر بها الإنجيليون للشعوب. واثبات رأي الله القديم الصادق، وهو أن يكون الإنسان على صورة الله. هذه الصورة جددها ربنا عندما أعاد خلقة الإنسان بتجسده.
الأب أنسيمُس الأورشليمي


لأَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَحَمِيدٌ جِدًّا،
مَهُوبٌ هُوَ عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ [4].
* "لأن الرب عظيم ولا يمكن حمده كما يليق به" [راجع 4]. من هو الرب إلا يسوع المسيح الذي هو عظيم ولا يمكن حمده كما يليق به؟ أنتم تعرفون بالتأكيد أنه ظهر كإنسانٍ. أنتم تعرفون تمامًا أنه حُبل به في رحم امرأة. أنتم تعرفون أنه وُلد من رحم، وأنه رضع، وحُمل على الأذرع، وخُتن، وقُدمت عنه تقدمه، وأنه نما، وأخيرًا تعلمون أنه لُطم وبُصق عليه، وكُلل بالشوك، وصُلب ومات وضرب بالحربة، واحتمل كل هذه الأمور. "إنه عظيم ولم يُحمد كما يليق به"... ليُسبح به وليُكرز به؛ ليُعلن مجده وليُبنى بيته.
القديس أغسطينوس



لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ،
أَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ [5].
بقوله: "لأن كل آلهة الأمم أصنام أو شياطين"، يريد أن يوضح أن بقوله: "مرهوب على كل الآلهة"، لا يثبت أنها آلهة، بل يوبخهم لأنهم حسبوا الشياطين أو الأصنام آلهة وعبدوها.
* مثل هذه الكلمات (دعوة الأصنام آلهة) تُستخدم ليس كما لو كانت آلهة حقيقية، وإنما لأن الكلمة تعلمنا بأن الله الحقيقي هو خالق الكل، هو الرب الوحيد لكل هذه التي باطلًا تُدعى آلهة وأرباب. لكي يقنعنا بهذا قال الروح القدس بداود: "لأن كل آلهة الشعوب أصنام للشياطين وليست آلهة" (راجع مز 96: 5). وجعل اللعنة على الذين يعبدون مثل هذه الأصنام.
القديس يوستين الشهيد

* كل الأمم كانت لهم الشياطين آلهتهم؛ هؤلاء الذين دعوهم آلهة كانوا شياطين. وذلك كما يقول الرسول بأكثر علانية: "بل إن ما يذبحه الأمم، فإنما يذبحونه للشياطين لا لله" (1 كو 10: 20). فإذن كانوا في سبي، لأنهم كانوا يذبحون للشياطين، على هذا الأساس كل الأرض بقيت خشبية (متعبدة للأخشاب)... عندما قال : "مهوب على كل الآلهة" [4]، أضاق: "لأن كل آلهة الشعوب شياطين"... ولكن هل هذا هو كل المدح الذي له، هذا لا يمكن مدحه كما يليق به، أنه على كل آلهة الأمم التي هي الشياطين. انتظروا، واسمعوا ما يلي هذا: "أما الرب، فقد صنع السماوات" [5]... انظروا الفارق بين السماوات والشياطين والفارق بين السماوات وبين صانع السماوات. انظروا أي مجد هو للرب... إن كانت قد صنع السماوات، فهو نفسه الذي صنع الملائكة، وصنع الرسل. لقد خضعت الشياطين للرسل، والرسل أنفسهم كانوا سماوات، حملت الرب... أيتها السماوات التي خلقها، تخبر بمجده للأمم!
القديس أغسطينوس





مَجْدٌ وَجَلاَلٌ قُدَّامَهُ.
الْعِزُّ وَالْجَمَالُ فِي مَقْدِسِهِ [6].
جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "الاعتراف والبهاء قدامه. الطهر والجلال العظيم في قدسه".
في شيء من الإفاضة يحدثنا القديس أغسطينوس عن رغبة كل إنسان أن يكون بهيًا أو جميلًا، وأن يكون في عظمةٍ أو عز الملائكة، فالطريق للبهاء هو الاعتراف بخطايانا، والطريق لعز الملائكة وسلطانهم أو عظمتهم هو برّهم وطهارتهم. لنبدأ بالاعتراف، فننعم بالبهاء. ولنبدأ بطلب البرّ، فننال العظمة أو السلطان.
* أتحبون المال (البهاء)؟ أتريدون أن تكونوا جميلين؟ اعترفوا. لم يقل: "الجمال والاعتراف" بل "الاعتراف والجمال". لقد كنتم فاسدين، اعترفوا حتى تصيروا مملوءين جمالًا.
لقد كنت خاطئًا، اعترف لكي تصير بارًا. استطعت أن تشوه نفسك، لا تستطيع أن تجعل نفسك جميلًا. من أي نوع هو خطيبنا، ذاك الذي يحب الفاسدة ليجعل منها جميلة...؟ لقد قال: "لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة" (مت 9: 13). من الذين تدعوهم؟ خطاة، هل ليبقوا خطاة؟ يقول لا... "الاعتراف والجمال قدامه". إنهم يكرمونه بالاعتراف بخطاياهم. إنهم يتقيأون الشرور التي التهموها بنهمٍ، فلا يعودون إلى قيئهم مثل الكلب الدنس (2 بط 2: 22). عندئذ يكون الاعتراف والجمال.
إننا نحب الجمال، فلنختر أولًا الاعتراف، فيتبعه الجمال.
مرة أخرى يوجد من يحب العز والعظمة، إنه يُريد أن يكون عظيمًا مثل الملائكة. توجد عظمة معينة في الملائكة، وعز معين، لو مارسته الملائكة إلى النهاية لا يمكن مقاومته. وكل إنسانٍ يرغب في عز الملائكة، لكن ليس كل إنسانٍ يرغب في برِّهم. لتحب أولًا برَّهم فسيتبعه عزهم.
* كنتم تطلبون أولًا العظمة، فلتحبوا البرّ. وحينما تصيرون أبرارًا، ستكونون أيضًا عظماء! فإن كنتم تطلبون بطريقة منافية للمنطق أن تكونوا عظماء، تسقطون ولا تقدرون أن تقوموا. فإنكم لا تقومون بطريقة أفضل إن كان يقيمكم ذاك الذي لا يسقط. فإن ذاك الذي لا يسقط نزل إليكم يا من سقطتم. إنه ينزل، ويبسط يديه إليكم. إنكم لا تقدرون أن تقدموا بقوتكم. احتضنوا يد ذاك الذي نزل حتى تقوموا بذاك القوي.
القديس أغسطينوس





قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا قَبَائِلَ الشُّعُوبِ،
قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَقُوَّةً [7].
* لو أن المزمور يشير إلى هيكل أورشليم، فما هو المعنى الذي وراء الكلمات: "قدموا للرب يا قبائل الشعوب، قدموا للرب مجدًا وقوة" [7]. جموع الأمم ودعوة الشعوب هي التي تكّون الكنيسة.
القديس جيروم

كيف نقدم للرب مجدًا وقوة؟ يتحدث الكتاب المقدس عن آلام السيد المسيح وصلبه بكونها مجده، حيث مزق كتاب خطايانا بصليبه، وحطم سلطان إبليس وقواته وشَّهر بهم. عندما نتألم مع السيد المسيح ونُصلب معه، فلا يكون لعدو الخير ولا لأعماله سلطان علينا نُحسب كمن يقدم مجدًا له، إذ يتمجد فينا. أما تقديم القوة، فهو ليس بحاجة إلى قوة، لأنه القدير القوي، ونحن كأبناء لله إذ نحمل قوته فينا، يتحقق قول الرسول: "اكتب إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء" (1 يو 3: 14) نكون كمن قدمنا للرب قوة.
* الآن يدعو المزمور قبائل الأمم، أي أحبارهم ومقدميهم، أن يقدموا للرب مجدًا يمجدونه بما يليق به، ويصنعوا أعمالًا صالحة لكي يراها الناس ويمجدوا الله.
"وكرامة"... أي يكرموه بمنزلة أب، لأنه أهَّلهم أن يصيروا بنيه بالتبني، ويهتفوا إليه في صلواتهم: "أبانا الذي في السماوات".
وأيضًا مجد اسم ربنا هو الصليب، فالذين يصلبون ذواتهم، أي يميتون شهوات أجسادهم يقدمون مجدًا لاسمه.
الأب أنسيمُس الأورشليمي



قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ.
هَاتُوا تَقْدِمَةً، وَادْخُلُوا دِيَارَهُ [8].
جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "احملوا الذبائح وانطلقوا، فادخلوا دياره. اسجدوا للرب في داره المقدسة".
يسألنا المرتل أن نقدم تقدمة، أو "احملوا الذبائح وأدخلوا دياره"، إنما يطالبنا بتقديم أعمال الحب والرحمة، كقول الرب: "أريد رحمة لا ذبيحة".
ويلاحظ أن كلمة "دياره" في الترجمة السبعينية جاءت تارة بالجمع وأخرى بالمفرد. وهذا لا ينطبق على العبادة اليهودية بل المسيحية. فلم يكن لليهود سوى هيكل واحد في أورشليم تُقدم فيه الذبائح، أما في كنيسة العهد الجديد، فتُقدم ذبيحة الإفخارستيا في الكنائس في كل العالم، وهي دار واحدة أيضًا بكونها جسد المسيح الواحد.
* بقوله "ارفعوا الذبائح"، أي ارتفعوا بتقديمكم له ذبائح رفيعة القدر، وهي الأعمال الحسنة السماوية، ولا تسقطوا بتقديمكم له ذبائح من المواشي. ما قوله : "دياره" [9] بصيغة الجمع فتدل على الكنائس الكثيرة، أي الهياكل الموجودة في أقطار العالم، لأن موضع ذبائح اليهود كان واحد (في الهيكل بأورشليم)، أما ذبائح الأمم الخاصة بالمسيح فديارها ومذابحها كثيرة. وأما قوله: "دار قدسه" بصيغة المفرد فتدل على انضمامها واتحادها في الرأي في المسيح، وتدعى دار قدسه، لأنها محل قداسته بكونها جسده المقدس.
الأب أنسيمُس الأورشليمي

* لاحظ أنه ليس من الممكن أن تدخل ديار كثيرة من دار واحدة. أتريد أن تسمع هذه السرّ عينه في موضع آخر في الكتاب المقدس؟ يوجد تاجر لديه لآلئ كثيرة، باع جميعها ليشتري اللؤلؤة الواحدة (متى 13: 46). أيضًا يقول النبي: "قفوا على طرق الرب، واسألوا عن السبيل الذي للرب" (راجع إر 6: 16). ماذا نفهم من اللآلئ الكثيرة والطرق الكثيرة التي منها نجد اللؤلؤة الواحدة والسبيل الواحد، الدار الواحدة؟ إبراهيم وإسحق ويعقوب، وموسى ويشوع بن نون، وإشعياء وإرميا وحزقيال والاثنا عشر نبيًا، وداود وسليمان، هؤلاء كلهم هم الديار. إنهم ديارنا، التي ندخل منها أولًا، ومنهم نصل أخيرًا إلى دار الأناجيل، وهناك نجد المسيح.
القديس جيروم

* الاعتراف هو هدية تقدم لله. أيها الوثني، إن أردت أن تدخل دياره، لا تدخلها فارغًا. أحضر هدايا.
أية هدايا نقدمها معنا؟ "الروح المنسحقة هي ذبيحة الله. "القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مز 51: 17).
أدخل بقلبٍ متواضع إلى بيت الله، بهذا تدخل ومعك هدية.
القديس أغسطينوس

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن بناء بيت يبقى ينمو في كل الأمم، وذلك خلال الكرازة
مزمور 96 | بناء جديد وتسبحة جديدة
إعادة بناء أورشليم وقبول الأمم
مزمور 44 - استيقظ يا رب، لماذا تنام
بناء الأمل


الساعة الآن 11:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024