|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجد النعمة «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ» ( لو 23: 42 ) يا لها من شهادة لامعة لنعمة الله! حقًا ليس من حدود لدعوة المخلِّص «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا» ( يو 6: 37 )، ومهما تأخر مجيء الخاطئ، أو مهما ضاقت الفرصة التي فيها يجيء، فليأتِ وليُقبل إلى الفادي، وليثق أنه لن يُطرح خارجًا. وإن كان الخلاص للخاطئ والأثيم يأتي نتيجة لبرنامج تهذيبي وأدبي، فماذا يُعمل لمثل هذا اللص؟ إننا إن لم نستطع أن نُقدِّم لخاطئ على حافة الموت خلاصًا مُفرحًا ومُبهجًا وكاملاً، فنحن إذًا لا نعرف على الإطلاق خلاص الله الحقيقي. وما أكمل هذا الخلاص الذي حصل عليه اللص التائب! والرسول بولس يلخص المسيحية في أمرين هما: التوبة لله والإيمان بربنا يسوع المسيح. وهذان الأمران نجدهما في كلمات اللص التائب. لقد وضحت توبته فيما قاله لزميله: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟» ( لو 23: 40 ). إنه في ماضيه نسيَ الله، ولكن الآن يجد الله قريبًا منه، وفي نور الله رأى آثامه وذنوبه واعترف بها ليس سرًا بل جهرًا، وبذلك انتزع نفسه من ذلك الماضي، وأفرز نفسه من تلك الآثام، كما انفصل عن رفيقه الذي شاركه الضلال، لمّا لم يُرِد ذلك الرفيق أن يصحَبه في طريق التوبة. كما لم تكن كلماته للرب يسوع أقل بيانًا وإعلانًا عن إيمانه به. إنها كلمات جمعت بين البساطة والتواضع. إن كل ما جرؤ على التطلع إليه هو أنه عندما يجيء الرب يسوع في ملكوته يتذكره. كلمات تعترف بمجد المسيح، كما تعبِّر عن الثقة فيه. في ذلك الوقت الذي ظن فيه رؤساء الدين اليهود أنهم قضوا قضاءً تامًا على دعوة يسوع المسيح، وحتى تلاميذه تركوه، نجد هذا اللص المسكين يعترف به ربًا وملكًا. كانت كلمات اللص للمسيح عزاءً مُشجعًا كخدمة الملاك له في البستان، والله لم يَدع ابنه محرومًا من الأتباع، وحيث تداعى إيمان بطرس، تشامخ إيمان هذا اللص التائب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ارمي نفسك علي النعمة .. و النعمة تشيلك |
النعمة غير المحدودة، النعمة المنقطعة النظير |
هل النعمة تلغي الأعمال والأعمال تلغي النعمة |
هل ذقت ماء النعمة وزيت النعمة ؟ بقلمي |
الدين يكره النعمة لأن النعمة تضع |