"عيناك أطهر من أن تنظرا الشر، ولا نستطيع النظر إلى الجور، فلم تنظر إلى الناهبين، وتصمت حين يبلع الشرّير من هو أبر منه؟!" [13].
يعلم النبي حبقوق ما قاله داود المرتل: "لأنك أنت لست إلهًا يُسر بالشر، لا يُساكنك الشرّير" (مز 5: 4)، ويدرك ما أدركه إرميا أن الله يبغض الرجس (إر 44: 4)، لكنّه كان في حيرة كيف يصمت أمام ما يفعله الكلدانيّون الأشرار بشعبه ويتطلّع إلى الظلم فقد ابتلع الشرّير من هو أبرّ منه. وهنا لا يقول ابتلع "البار" لأن الشعب كان شريرًا، ولكن إن قورن بالكلدانيّين فهم أبر منهم.
لعلّ كلمة "تنظر" أو "تتطلّع" هنا لا تعني مجرد الرؤية، فالله عالم بكل شيء، وليس شيء مخفيًا عنه، لا يحتاج أن ينظر ليرى، وإنّما يقصد بذلك أنه يرضى على تصرّفاتهم وينجح طرقهم. فنظرة الله إلينا إنّما تعني اهتمامه بنا وإنجاحه طريقنا.