|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ويحول وجهه إلى الجزائر، ويأخذ كثيرًا منها، ويزيل رئيس تعبيره فضلًا عن ردِّ تعبيره عليه" [18]. يُقصد بالجزائر آسيا الصغرى وسواحل البحر المتوسط واليونان وقبرص وجميع الجزائر بالبحر. فقد كانت عادة اليهود أن يدعو كل المناطق التي تقع بعد البحر بالجزائر، إذ لم تكن لهم خبرة في الشئون البحرية. استطاع أنطيوخس بجيش صغير أن يتقدم إلى آسيا الصغرى، وكان معه هانيبال Hannibal الذي بلغت شهرته إلى الرومان وكانوا يرتعبون منه، لهذا لم يكن من الصعب عليه أن يطرد الرومان من كل منطقة يعبر إليها. صار هانيبال صديقًا حميمًا لأنطيوخس، يلازمه كل يوم ويتحدث معه، لكن أنطيوخس شك في إخلاصه. اتجه أنطيوخس نحو اليونان بلا تدبير حسن وفي غير تحفظ، وإذ بلغ خالسيس Chalcis انجذب نحو فتاة جميلة هناك فأقام حفل زواج معها كما لو كان في أرضه في سلامٍ تامٍ. وبحكم شهرته العظيمة افتتح مدنًا كثيرة كانت ترتعب أمامه، وحرَّر هذه المدن من الرومان. وكما يعلن الملاك لدانيال: "ويحوَّل وجهه إلى الجزائر، ويأخذ كثيرًا منها" [18]. برفضه مشورة هانيبال بدأ أنطيوخس ينهار ويحل به العار دون أن يدري، وكان يسخر بالرومان ويعيرهم. لقد احتل في البداية بعض مناطق باليونان التي كانت متحالفة مع القوة الرومانية الناشئة حديثًا، لكن القائد الروماني Acilius أو Lucius Scipio Nasica (ومعه أخوه Publius Scipio Aficanus) استطاع أن يجتذبه إلى ما وراء جبل طورس Taurus ويهزمه في مغنسيا فرد لأنطيوخس تعييراته التي كان ينطق بها ضد الرومان، لهذا يعلن الملاك "ويزيل رئيس تعييره فضلًا عن ردّ تعييره عليه" [18]. بهذا اِنهار أنطيوخس أمام اليونان المتحالف مع روما. وهنا يلوم كثيرون القائد Scipio لأنه ترك كل إمكانيات روما تحت تصرف فيليب المقدوني. |
|