|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فيأتي ملك الشمال ويقيم مترسة ويأخذ المدينة الحصينة، فلا تقوم أمامه ذراعا الجنوب ولا قومه المنتخب ولا تكون له قوة المقاومة. والآتي عليه يفعل كإرادته وليس من يقف أمامه، ويقوم في الأرض البهية وهي بالتمام بيده. ويجعل وجهه ليدخل بسلطان كل مملكته، ويجعل معه صلحًا، ويُعطيه بنت النساء ليفسدها فلا تثبت ولا تكون له" [15-17]. يقول القديس جيروم إن أنطيوخس لكي يسترد اليهودية وبعض مدن سوريا دخل في معركة مع Scopas قائد بطليموس، وذلك بجوار الأردن بقرب مدينة تُسمى Peneas، فهرب سكوباس، لكنه حوصر في صيدون مع عشرة ألاف من جنوده. ولم يعد للمصريِّين قوة للمقاومة، وهكذا جلس في الأرض البهية، فلسطين، التي صارت تحت سلطانه جاء في الترجمة السبعينية "أرض المسرة the land of desire"، ويقصد بها الأرض موضع سرور الله. سبق فأعلن الله لدانيال ما سيحدث حتى متى سقطت فلسطين في أيدي أنطيوخس العنيف لا تتحطم نفسية الأتقياء، بل يدركوا أن الله سبق فأعلن عن ذلك. هكذا تصير هذه النبوة سبب تعزية لهم وسط الضيق والسقوط تحت الألم والاضطهاد. ولكي تصير مصر في قبضة يده أعطى أنطيوخس ابنته الجميلة كليوباترة لبطليموس الشاب، ظانًا أنه بهذا يُخضع مصر تحت سلطانه. لكنها لم تقف بجانبه [17]، بل وقفت بجانب زوجها، فحوّل وجهه من مصر إلى آسيا الصغرى بأسطوله البحري فاستولى على كثير من الجزائر. |
|