|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"حينئذ أجاب دانيال بحكمة وعقل لأريوخ رئيس شُرط الملك الذي خرج ليقتل حكماء بابل. أجاب وقال لأريوخ قائد الملك: لماذا اشتد الأمر من قبل الملك؟ حينئذ أخبر أريوخ دانيال بالأمر" [14-15]. واضح من النص أن بعض الحكماء قُتلوا قبل طلب دانيال وزملائه للقتل. وكان لهذا القتل مع نشر المرسوم الملكي أثره على كل الأوساط في الدولة. إذ طُلب دانيال لقتله، التقى برئيس شرط الملك وليس بالملك نفسه، لأنه كان تحت حكم الموت بناء على المنشور الصادر دون أي استثناء، فاحتاج إلى تدخل وسيط بينهما يوضح للملك أن الأمر شمل دانيال، بينما لم يُستدع مع المجوس للكشف عن الحلم. فإن الأمر بقتله يحمل ظلمًا مع تسرع. هذا واضح من كلمات اللوم بلطفٍ واتزانٍ الموجهه من دانيال إلى الملك: "لماذا اشتد الأمر من قبل الملك؟!" واضح من حديث دانيال مع رئيس الشرط أن دانيال يطلب ما لصالح الملك أكثر منه دفاعًا عن حياته الزمنية. فالحكم المفاجئ بموته ظلمًا لم يفقده حكمته واتزانه ولم يزعج روحه. أزعج الحلم روح الملك، بينما صدور أمر بالقتل لم يربك عقل دانيال، لا لشيء إلاَّ لأن حياة دانيال وفكره وقلبه هي تحت قيادة روح الله. هذا ما يظهر بأكثر وضوح بطلبه مهلة من الملك للتمتع بإعلان إلهي. يطلب بثقة ويقين أن نعمة الله تسنده وتقدِّم له احتياجاته. لقد عرف أن هذا الطلب له خطورته فأنه إن عاد اليوم التالي بلا إجابة تكون عقوبته مضاعفة، حيث يُسرع الملك بقتله ربما بطريقة أكثر عنفٍ وعارٍ، كما يُشهَّر بأمره علانية. |
|