|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجربة والفرح "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ" ( يعقوب 1: 2 ) إن الغرض الحقيقي من التجارب هو امتحان خضوعنا للرب وتحريرنا من طرقنا الخاصة "الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا" ( رو 5: 3 ). ولا مجال لممارسة الصبر إلا في التجارب. إذا كان كل شيء سائرًا في السبيل الذي نريده فلا يوجد شيء نصبر لأجله، لأن الصبر يتطلب طرح إرادتنا الذاتية ورغباتنا الخاصة. ومن ثم فإن التجارب تُظهِر إلى أي حد نرغب في التخلي عن إرادتنا ورغباتنا لنقبل إرادة الله وما يختاره لنا، إذ يجب ألا ننسى أنه مهما تكن الظروف فإن الله إنما سمح بها لخيرنا. إن ما يختاره الله لنا قد يَظْهَر أحيانًا بأنه قاس وصعب علينا احتماله. إذا كان الأمر كذلك فما هذا إلا لأننا لسنا في تمام التسليم لله وتنقصنا الثقة في محبته وحكمته. إن الله إما أن يكون قد اختار لنا الأفضل فيما أرسله إلينا أو سمح بأن يأتي علينا في الحياة، أو أنه قد اختار لنا بإرادته ما يعلم أنه ليس لمصلحتنا. ومَن ذا الذي يتجاسر بأن يتهم الله بهذا الاتهام؟ كلا وألف كلا. فالله محبة، ولم يشفق على ابنه الوحيد بل بذله لأجلنا، فكيف يختار لنا إلا أفضل الأشياء؟ إنه لا يتطرق إلينا شك في حكمته فهو يعرف النهاية من البداية ويعرف تمامًا النتائج التي ستحدث من كل شيء. كما أن قدرته لا يمكن أن تكون موضع تساؤل. وكل ما يأتي علينا إما أن يكون قد أمر به أو سمح به، لأن له السلطان المطلق على منع أي شيء من الحدوث. وبناء عليه إذا حدث شيء فيكون ذلك لأن الله اختاره أن يكون. وعلى ذلك يكون التذمر أو التشكي بمثابة القول إننا نعرف ما هو الأفضل لنا، أكثر مما يعرف الله؛ أو أن الله لا يُعنَى بنا عناية كافية حتى يختار لنا الأفضل. والقول الأول كبرياء وتجديف، والثاني عدم ثقة في دوافع الله وفي محبته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في كل الظروف والصعاب |
التجربة والفرح |
«والشعاب طُرقًا سهلة» |
لتفيض المحبة رغم المحن والصعاب |
أشكرك على لحظات الفرح والصعاب |