|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ تَأْتَمِنُوا صَاحِبًا. لاَ تَثِقُوا بِصَدِيقٍ. احْفَظْ أَبْوَابَ فَمِكَ عَنِ الْمُضْطَجِعَةِ فِي حِضْنِكَ. [5] مما أحزن قلب ميخا النبي أنه بالرغم من العمل معًا إلاَّ أنه لا يأتمن الإنسان صديقه ولا زوجته! تدب الأنانية حتى بين أفراد الأسرة فيعمل كل فرد لحسابه ويخشى غيره. هكذا تفقد الأسرة الدفء الاجتماعي والروحي وينحل المجتمع خلال روح الأنانية والجشع. إذ يسود الخداع حياة الإنسان لا يعود يأتمن حتى من هي في حضنه. يرى الأب يوسف أن شمشون إذ تزوج بامرأة شريرة مخادعة وكاذبة لم يستطع أن ينفذ هذه الوصية التي للنبي ميخا، فأباح بسرَهُ بعد أن كتمه زمانًا طويلًا، فكان ذلك سبب مرارة شديدة في حياته. يجد الأب إسحق في هذه الآية دعوة للصلاة السرية. * قبل كل شيء يجب أن نلاحظ بكل اعتناء الوصية الإنجيلية التي تأمرنا أن ندخل مخدعنا ونغلق بابنا ونصلّي لأبينا. وهذا يتحقق كالآتي: * نصلّي داخل مخدعنا عندما ننزع من قلوبنا الداخلية الأفكار المقلقة والاهتمامات الباطلة، وندخل في حديث سرّي مغلق بيننا وبين الرب. * نصلّي بأبواب مغلقة، عندما نصلّي بشفاه مغلقة في هدوء وصمت كامل لذاك الذي يطلب القلوب لا الكلمات. * نصلّي في الخفاء عندما نكتم طلباتنا الصادرة من قلوبنا وأذهاننا المتقدة بحيث لا نكشفها إلاَّ لله وحده، فلا تستطيع القوات المضادة (الشياطين) أن تكتشفها. لذلك يجب أن نصلّي في صمت كامل، لا لنتحاشى فقط التشويش على إخوتنا المجاورين لنا وعدم إزعاجهم بهمسنا أو كلماتنا العالية، ونتجنب اضطراب أفكار المصلّين معنا، وإنما لكي نخفي مغزى طلباتنا عن أعدائنا الذين يراقبوننا، وبالأخص في وقت الصلاة، وبهذا تتم الوصية: "احفظ أبواب فمك عن المضطجعة في حضنك" (مي 7: 5). الأب إسحق |
|