|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَتَلْعَبُ مَعَهُ كَالْعُصْفُورِ، أَوْ تَرْبِطُهُ لأَجْلِ فَتَيَاتِكَ؟ [5] الطير الذي يُروض يمكن اللعب به لأجل التسلية والترفيه، لكن الأمر ليس هكذا بالنسبة للوياثان. لأجل التسلية تُصطاد الطيور وتوضع في أقفاص لتقف حولها الفتيات الصغيرات يتمتعن برؤيتها. في بعض البلاد غير المتقدمة يقوم الآباء بربط الطيور بخيط لكي ما يلهو به أطفالهم كنوعٍ من التسلية. يظن عدو الخير في نفسه أنه رئيس هذا العالم، ليس لأحدٍ سلطان عليه، ولم يدرك أن الكلمة المتجسد، إذ يقدم نفسه ذبيحة عن العالم كله، فقد ملكوته، وصار كأسير لا حول له ولا قوة يسحبه الأطفال الصغار بشجاعة ليطأوه بأقدامهم. يقيم الله من المؤمنين جيش الخلاص الروحي، الذي لا عدو له سوى إبليس وملائكته. يدرب مؤمنيه على القتال الروحي، ويهب حتى الأطفال الصغار إمكانية النصرة، فيُقال عن الكنيسة التي كانت كعظام جافة مُلقاة في وسط بقعة: "فدخل فيهم الروح، فحيوا، وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدًا جدًا" (زمنية 37: 10)؛ كما يُقال عنها: "كأورشليم مرهبة، كجيشٍ بألوية" (نش 6: 4). يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن الشيطان في خداعه يستخدم كل وسيلة لخداع الإنسان، فيظهر بكونه الذي يأكل عشبًا مثل الثور، وكأنه حيوان ذو أربع أرجل، مرة أخرى يظهر بكونه لوياثان في المياه يُصطاد بصنارة، وأخيرًا يظهر كطائرٍ في الجو. إنه يتعقب الإنسان أينما وُجد سواء على الأرض، أو في البحر، أو طائرًا في الجو. إنه في غباوة الحيوانات بالرغم من حيله الخطيرة القاتلة والجذابة، لكن في غباوة فقد مجده وأبديته، وهو خبيث كالتنين في البحر لا يكف عن أن يؤذي بكل وسيلة، وهو متكبر يرتفع قلبه ويتشامخ كمن يطير في الأعالي. * بالتأكيد لعب به الرب كطائر إذ أظهر له الطُعم بآلام ابن الله الوحيد، لكن اصطاده في الشبكة. البابا غريغوريوس (الكبير) * نجد في أيوب هذا المخلوق يلهو به الملائكة السمائيون، وقد أعطى الرب تلاميذه سلطانًا أن يدوسوا على الحيات والعقارب وكل قوة العدو. ثيؤدورت أسقف قورش * إننا نتطلع في دهشةٍ أمام محبته التي بلا حدود ولا يُنطق بها، وطول أناته اللانهائية، وغفرانه في كل لحظة لخطايانا التي نعترف له بها بلا حساب، ودعوته لنا بالرغم من عدم استحقاقنا السالف بل بنعمته ورحمته. كذلك فرص الخلاص التي يقدمها لنا بغير حدود، واهبًا لنا التبني، متعهدًا إيانا منذ الطفولة بالنعمة ومعرفة نواميسه. ووهب لنا أن نغلب به العدو (الشيطان) خلال إرادته الصالحة فينا، مقدمًا لنا السعادة الأبدية والأكاليل الدائمة. كذلك تعهده بتدبير التجسد من أجل خلاصنا واتساع عجائب أسراره التي يقدمها للأمم جميعًا. الأب موسى * في المعارك العادية لا يقوم القادة بتسليح النساء أو الأطفال أو الشيوخ، أما قائدنا الرب المسيح، فيوزع هذا السلاح الملوكي (الذي هو اقتناء المسيح نفسه) على الكل بالتساوي. عندئذ يعلمهم حيل إبليس العسكرية. الأب ثيؤدورت * اتبع العريس السماوي، لتصمد أمام الأعداء غير المنظورين.لتثر حربًا ضد الرئاسات والسلاطين (أف 6: 12)، فتسحبهم أولًا عن نفسك، فلا يكون لهم نصيب فيك، وبعد ذلك تطردهم عن أولئك الذين يطيرون إليك طالبين الحماية بمشورتك. اطرحهم تحت قدميك كقائدٍ لهم ومدافعٍ عنهم. هل تجحد تلك المجادلات التي ضد الإيمان بالمسيح. حارب بكلمة التقوى ضد المشورة الشرِّيرة الرديئة. وكما يقول الرسول: "هادمين ظنونًا وكل علوٍ يرتفع ضدّ معرفة الله" (2 كو 10: 5). ضع ثقتك فوق الكل، في ذراع الملك العظيم، الذي بمجرَّد رؤيته يخاف أعداؤه ويرتعدون. القديس باسيليوس الكبير |
|