|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِهَذَا اضْطَرَبَ قَلْبِي، وَخَفَقَ مِنْ مَوْضِعِهِ [1]. مع بدء ظهور ملامح العاصفة، شعر أليهو بأن عاصفة داخلية تجتاح قلبه، فصار يرتعب لشعوره بالحضرة الإلهية. شعر باضطراب لا عن قلقٍ وفقدانٍ للسلام، وإنما عن اهتزاز قلبه لدخوله في دهشٍ أمام عظمة الخالق. وكأن قلبه صار هيكلًا للرب يهتز أمام مجد الله. بقوله "لهذا"، يقصد: "عندما سمعت رعد العظمة الإلهية". ربما كانت قد بدأت العاصفة التي من خلالها تحدث الله مع أيوب. مع أن أليهو أفاض في وصف هذه الظواهر الطبيعية -العواصف والرعد والبروق- بكونها تحمل شهادة لعظمة الله وقدرته وسلطانه، لكن ما أن بدأت العاصفة حتى اهتز كيانه الداخلي. فكثيرًا ما يرعب الرعد والبروق، ليس فقط الأشرار، بل وأحيانًا بعض الأبرار. قيل عن الإمبراطور Caligula إنه أعتاد أن يجري لينزوي في ركن من قصره أو ينزل تحت السرير عند سماعه الرعد ورؤيته البرق. * هنا بعد التأمل في نور المدينة الأبدية، بحق قيل: "لهذا اضطرب قلبي". كأنه يقول: انطلقت إلى خارج نفسي من فرط الدهشة، ولأن الذهن قد أُوحي إليه بروح رجاء جديد، هجر طرق التفكير القديمة. حسنًا قيل: "وخفق من موضعه"، لأن مسرة الحياة الحاضرة هي موضع القلب البشري. ولكن إذ يُلمس قلبنا بوحي إلهي، يحل حب الأبدية. لهذا يتحرك العقل من موضعه بالتأمل في الأبديات. إنه يترك السفليات، ويركز في التفكير في العلويات. البابا غريغوريوس (الكبير) * عندما تنظر إليه وهو متحد بك هكذا، يسبي ذاتك من أمام ذهنك لكي يتراءى وحده لذهنك، إذا كانت قوته الرائية قادرة على ذلك. وإن لم تستطع، فليبق في الذكر الدائم. هكذا يكون ذهن الإنسان مجتمعًا في ذاته بذكر الله وبالتحدق به. هذا ما يسميه آباؤنا حفظ الذهن، ولا شيء عالٍ مثله بين الفضائل والأعمال كلها. الشيخ الروحاني |
|