|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا ينجح الأشرار؟ قد يبدو هذا أمرًا مُحيرًا للكثيرين، فقد حيّر آساف وسجَّل لنا اختباره المرير. كما أيضًا تسائل إرميا لله قائلًا: «لِمَاذَا تَنْجَحُ طَرِيقُ الأَشْرَارِ؟ اطْمَأَنَّ كُلُّ الْغَادِرِينَ غَدْرًا» (إرميا١٢: ١). إن حقيقة الأمور سنعرفها جليًا في مجيء الرب، لكن لنا الآن في كلمة الله بعض الإجابات: ١. قد يسمح الرب للأشرار بغنى وفير ورغد العيش لأن هذا هو كل حياتهم وهدفهم في الوجود. ولا ننسَ أنهم هم أيضًا خليقة الله: «فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ» (متى٥: ٤٥). ٢. وقد يسمح لهم بذلك حتى لا يكون لهم عذر في يوم الدينونة، أن الله قد حرمهم من شيء. ألم يقُل إبراهيم للغني وهو في الهاوية: «يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ» (لوقا١٦: ٢٥). ٣. وقد يكون هذا الرغد من العيش هو وسيلة ورسالة من الله، لغة يفهمها الأشرار بأن الله يظهر محبته ومراحمه لهم حتى يجتذبهم إليه. فيقول الرب في سفر هوشع عن معاملاته مع الناس بصفة عامة وشعبه البعيد بصفة خاصة: «كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِمًا إِيَّاهُ» (هوشع١١: ٤). فلقد تأثر سجان فيلبي القاسي من إحسان الله إذ لم يدَع المسجونين يهربون من السجن مما جعله يصرخ لبولس وسيلا قائلاً: «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟» (أعمال١٦: ٣٠). ليتك تتجاوب مع إحسانات الله لك صديقي، إنها صوت المحبة ليجتذبك إليه لتنال خلاصًا أبديًا وغفرانًا لخطاياك بدم المسيح قبل فوات الأوان. |
|