|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِذَا هُوَ سَكَّنَ فَمَنْ يَشْغَبُ؟ وَإِذَا حَجَبَ وَجْهَهُ فَمَنْ يَرَاهُ، سَوَاءٌ كَانَ عَلَى أُمَّةٍ أَوْ عَلَى إِنْسَانٍ؟ [29] يقول أليهو: "إذ يسمع الله أنات الشعب وتنهدات الإنسان المتألم، يقدم راحة أو تعزية أو رخاء للمساكين المتألمين المظلومين، عندئذ من يجسر ليسبب لهم شغبًا أو متاعب؟" يريد أليهو أن يؤكد أن كل الأمور تحت سلطانه، يسمع لصوت المتألمين ويعمل، ولا يقدر الأشرار بكل إمكانياتهم وسلطانهم أن يلمسوهم! "وإذا حجب وجهه" تعبير كتابي يشير إلى حلول كارثة، كأنها تعلن عن حجب الله وجهه عن الإنسان، فليس من يقدر أن يراه، أي يهتم به ويرفع عنه الكارثة التي حلت به، ويهبه سلامًا ومسرة. كأن أليهو يدعو أيوب أن يرجع إلى الله، فهو وحده متى وهبه تعزية إلهية وسلامًا داخليًا لا تقدر التجارب ولا مضايقات الناس أن تؤذيه. أما إذا لم يرجع إلى الله، فسيحجب وجهه عنه، ولا تقدر كل وجوه الناس أن تتطلع إليه وتهبه راحة. هذا المبدأ، أن سرّ راحة الإنسان في يد الله لا الناس، ينطبق على الشعب ككلٍ، كما على الشخص بمفرده. إن بررنا الله بحبه لا يقدر أحد أن يديننا، وإن غضب علينا لا يقدر أحد أن يهبنا سلامًا! إذن فلننعم بالسلام الكامل بأن تتركز أعماقنا على الله مصدر السلام ومفرح القلوب (أم 16: 7؛ إش 26: 3). * "عندما يعطي سلامًا، فمن يدين؟ وإذا حجب وجهه فمن يراه؟" [29]... هذا أيضًا يقوله عندما يعطي العاملين في الكرم أجرتهم... "أما اتفقت معي على دينار...؟ فإني أريد أن أعطي هذا الأخير مثلك، أو ما يحلّ لي أن أفعل ما أريد بمالي؟" (راجع مت 20: 13-15)... "سواء كان على أمةٍ أو على إنسانٍ"...تُعرض الأحكام الإلهية بنفس الكيفية بخصوص نفسٍ واحدةٍ أو مدينةٍ واحدةٍ، وأيضًا بخصوص مدينةٍ واحدةٍ أو أمةٍ واحدةٍ، وأيضًا بنفس الكيفية سواء بخصوص الجنس البشري. يهتم الرب بأشخاصٍ معينين بنفس الكيفية كما يهتم بالعالم كله. مرة أخرى، يوجه اهتمامه نحو الكل في نفس الوقت كما لو كان غير مهتمٍ بالأفراد. فإن ذاك الذي يملأ كل الأشياء بتدبيره يملأ الكل. وعندما يهتم بشيءٍ واحدٍ وحده، فهو في نفس الوقت حاضر في الكل. مرة أخرى وهو يدبر العالم كله، هو حاضر مع كل فردٍ. في الواقع إنه بعمل كل شيءٍ بقوة طبيعته دون أن يتحرك. ما هو عجيب أنه وهو منكب على شيءٍ ما، لا يُحد به، الذي يعمل حتى وهو في الراحة. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|