|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انشغاله بالله نصيبه الأبدي وَمَا هِيَ قِسْمَةُ اللهِ مِنْ فَوْقُ، وَنَصِيبُ الْقَدِيرِ مِنَ الأَعَالِي؟ [2] جاءت في ترجمة الرهبانية اليسوعية: "فما يكون النصيب من عند الله من فوق، والميراث من عند القدير من الأعالي؟" ما هو قسمة الله أو النصيب السماوي العلوي للنفس سوى أن تترنم النفس، قائلة: "نصيبي هو الرب، قالت نفسي" (مرا 3: 24). فمن يتمتع بالشركة مع الرب، ويحسب الرب نفسه نصيبه الأبدي يتمتع به، لن يسمح لأعماقه أن تجد لذتها في الأرضيات والشهوات الجسدية. يرى كثير من آباء الكنيسة أن الفضائل هي جوانب مختلفة ومترابطة لحقيقة واحدة، وهي التمتع بالشركة مع الله. هنا يربط البابا غريغوريوس (الكبير) بين الآيتين 1 و2 فيقول بأن من يضع في قلبه أن يحيا طاهرًا وعفيفًا، ولا يسمح بالنظرة الشريرة، يتمتع بمساندة الله له في ممارسة التواضع، وتسمو أعماقه لتطلب الله نفسه نصيبًا لها. كل فضيلة تسند الأخرى، بل وتكشف عن جمال الفضائل معًا كلؤلؤة سماوية، متعددة الجوانب. * كأنه يقول بوضوح: إن كنت أدنس عقلي بالفكر لن أقدر أن أكون وارثًا لذاك الذي هو مُوجد الطهارة. فإنه لا يكون لأي شيءٍ أي نفع إن لم يتزكَ في عيني الديان الخفي بالشهادة للطهارة. فإن كل الفضائل ترفع ذاتها في عيني الخالق بواسطة العون المتبادل، بمعنى أن فضيلة ما بدون الأخرى، تصير إما كلا شيء تمامًا، أو تصير أقل الفضائل. يلزم أن تُسند الفضائل بتحالفها معًا. فإن كان التواضع يتخلى عن العفة، أو العفة تترك التواضع أمام موجد التواضع والعفة، فما هو نفع العفة المتكبرة أو التواضع الدنس بالنسبة لنا؟ البابا غريغوريوس (الكبير) * أن تنشد المسيح, هو مثل أن تنشد الكلمة والحكمة والعدل والحق والقدرة الكلية لله. فالمسيح هو كل هذه . العلامة أوريجينوس |
|