06 - 04 - 2023, 01:19 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لِيَجْعَلَ لِلرِّيحِ وَزْنًا،
وَيُعَايِرَ الْمِيَاهَ بِمِقْيَاسٍ [25].
في الكتاب المقدس يشير بسرعة الريح وخفتها بوجه عام إلى النفوس. وكما يقول مرتل الله: "الماشي على أجنحة الريح" (مز 3:104)، بمعنى الذي يسير فوق فضائل النفس. تبعًا لهذا "يجعل للريح وزنًا"، بمعنى أن الحكمة التي من فوق تملأ النفوس، فتجعلهم مثقلين بالنضوج، وليس بالوزن الذي قيل عنه: "يا بني البشر، إلى متى تثقل قلوبكم" (مز 2:4). فإن الثقل بالمشورة (الصالحة) شيء، والثقل بالخطية شيء آخر، التثقل بالالتزام شيء، والتثقل بالمعصية شيء آخر...
"ويعاير المياه بمقياس" [25]. تُستخدم المياه في الكتاب المقدس للإشارة إلى الروح القدس، وأحيانًا تُستخدم عن المعرفة الخاطئة، وأحيانًا عن النكبات والشعوب المنجرفة، وأحيانًا عن الذين يتبعون الإيمان. هكذا يشير الماء إلى انسكاب الروح القدس، كما قيل في الإنجيل: "من يؤمن بي كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار مياه حية". ويضيف الإنجيلي: "قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه" (يو 38:7- 39). مرة أخرى يشير الماء إلى المعرفة المقدسة، كما قيل: "يعطيه ماء الحكمة ليشرب" (سيراخ 3:15). بالمثل يشير الماء إلى المعرفة الشريرة، وذلك كالمرأة المذكورة في سليمان والتي تحمل رمزًا للهرطقة، والتي تسحر بفنونها المخادعة، فقيل: "المياه المسروقة حلوة" (أم 17:9).
كذلك تعبير "المياه" يشير إلى التجارب، كما يقول المرتل: "نجني يا الله من المياه، فقد بلغت إلى نفسي" (مز 1:69).
تشير المياه أيضًا إلى الشعوب كما قيل بيوحنا: "المياه هي شعوب" (رؤ 15:17). هكذا أيضًا ليس فقط مدّ الشعوب الجارفة، بل وأيضًا أذهان الصالحين الذين يتبعون الكرازة بالإيمان، كقول النبي: "طوباكم أيها الزارعون على كل المياه" (إش 20:32)، وقول المرتل: "صوت الرب على المياه" (مز 29: 3).
في هذا الموضع بماذا يشير لقب "المياه" إلا إلى قلوب المختارين الذين بفهم الحكمة ينالون سماع الصوت السماوي؟
البابا غريغوريوس (الكبير)
|