|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
*ليته لا يكون له ذكرى، ليسحق مثل جذع غير مثمرٍ" [20]. من يبقى حتى نهاية حياته خاضعًا لعادات شريرة لا يُعود تكون له ذكرى لدى خالقه، أي ذكرى الأمور الهامة في الأعالي لمثل هذا الإنسان (الشرير) التي يمكن أن تجعله يرتد عن شره. إذ يدرك أنه مستحق أن يُمحى تمامًا من ذكرى خالقه. لكن لنضع في الذهن أن الله لا يمكن أن يُقال عنه إنه "يتذكر" بطريقة دقيقة، فإن ذاك الذي لن يقدر أن ينسى، بأية كيفية، يمكنه أن يتذكر؟ إنما هذا هو طريقنا نحن أن نتذكر من نحتضنهم، وأن ننسى من نجعل أنفسنا بعيدين عنهم، فإنه يُقال عن الله أنه يذكر عندما يقدم هبات، وذلك باستخدام اللغة البشرية، وأنه ينسى عندما يهجر من هو في جريمة... هكذا مكتوب: "عينا الرب في كل موضعٍ، تنظران الأشرار والصالحين" (أم 3:15). ويقول المرتل: "وجه الرب على الذين يفعلون الشر، ويقطع ذكراهم من الأرض" (مز16:34). لهذا فهو يتطلع إلى الشخص الذي يعاقبه، لكنه يحسب أنه لا يعرف قبلًا هؤلاء الأشخاص. فسيقول للبعض في النهاية: "إني لست أعرفكم من أين أنتم. اذهبوا عني يا كل فاعلي الشر" (لو 27:13). هكذا يرى وينسى حياة الأشرار بطريقة عجيبة، بكونه يصدر حكمًا قاسيًا، وينسى ذكرى الرحمة. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|