حَمَلَ بولُس الذَّنبَ عن العَبد الهارب، وتَحَمَّلَ عَواقِب السَّرِقَة، وأعطى مَكانَتَهُ لِلعَبد، مع العِلم أنَّ بولُس كانَ مُعَلِّما لِلمَسيحِيَّة وساهَمَ في تَأسيس الكَنائِس في مَدينَة كولوسّي، أي مَكان وُجود فِليمون.
“فَرُبَّمَا لِهَذَا السَّبَبِ قَدْ أُبْعِدَ إِلَى حِينٍ: كَيْ تَمْتَلِكَهُ إِلَى الأَبَدِ، لَا كَعَبْدٍ فِيمَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ، أَخاً حَبِيباً، إِلَيَّ بِخَاصَّةٍ، فَكَمْ بِالأَحْرَى إِلَيْكَ، فِي الْجَسَدِ وَفِي الرَّبِّ مَعاً؟ فَإِنْ كُنْتَ تَعْتَبِرُنِي شَرِيكَكَ، فَاقْبَلْهُ كَأَنَّهُ أَنَا. وَإِنْ كَانَ قَدْ أَسَاءَ إِلَيْكَ فِي شَيْءٍ، أَوْ كَانَ مَدْيُوناً لَكَ بِشَيْءٍ، فَاحْسُبْ ذَلِكَ دَيْناً عَلَيَّ. وَهَا أَنَا بُولُسَ قَدْ كَتَبْتُ هَذَا بِخَطِّ يَدِي: أَنَا أُوفِي، وَلَسْتُ أُذَكِّرُكَ هُنَا أَنَّكَ مَدْيُونٌ لِي بِنَفْسِكَ أَيْضاً”
الرِّسالة إلى فِليمون 15-19
هذهِ الكَلِمات غَريبة عن مَعايير تِلكَ الأيَّام، كَلِمات جَديدة، وِجهَة نَظَر لَم يَعتَد عَليها النَّاس، بولُس يَطلُب ما لَم يَكُن يُطلَب عادَةً، يَطلُب مِنَ السَّيِّد مُسامَحَة عَبدِهِ في حين أنَّ هذا العَبد كانَ يَستَحِقّ العِقاب العادِل على سَرِقَتِهِ وعلى هُروبِهِ الذي كانَ يُعتَبَر جَريمة آنَذاك.