|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالتوبة نتمجد إِذَا وُضِعُوا تَقُولُ: رَفْعٌ. وَيُخَلِّصُ الْمُنْخَفِضَ الْعَيْنَيْنِ [29]. جاء في ترجمة اليسوعيين: "ومن تواضع تقول له: ارتفع" عندما يحاول اليأس أن يتسلل إلى قلوب التائبين وأفكارهم. ويكاد أن يبتلعهم يجدون نعمة الله في داخلهم تشددهم، لكي يتمتعوا بالحياة السامية الناجحة "يركبون على مرتفعات الأرض" (إش 58: 14). فالتوبة الصادقة تهب تواضعًا صادقًا، حيث تهب الإنسان عودة إلى الله الذي يرفع المتواضعين. للأسف ما يعنيه أليفاز هنا ليس تقديم مشورة لكل إنسانٍ ليتمتع بالتواضع الحقيقي، إنما ليؤكد أن ما بلغ إليه أيوب من انهيار تام حتى صار موضعه على المزبلة، إنما ثمرة كبريائه وعجرفته حتى أمام الله، فأعد نفسه للدمار. *"فإن من يُذل سيتمجد، والذي يخفض عينيه يخلص" [29]. هذه العبارة لا تناقض فم الحق، الذي قال: "لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع" (لو 14: 11). وهكذا قيل بسليمان: "قبل الكسر يتكبر قلب الإنسان، وقبل الكرامة التواضع" (أم 28: 12). بلياقة قيل: "الذي يخفض عينيه يخلص"، وذلك لأن الكبرياء يُكتشف خلال خدمة الأعضاء فإن أول إعلان عنه عادة يظهر في العينين. مكتوب: "الأعين المرتفعة تضعها" (مز 18: 27)... هكذا فإن "خفض العينين" لا يعني أن الإنسان ينظر إلى أسفل، وإنما أن يحسب نفسه أقل وتحت كل ما هو منظور. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس أغسطينوس إذ ينظرونك متواضعًا يهربون منك. التواضع هو بيت اللاهوت، وحيث يوجد يسكن الله فيه. أنظر في من أحلّ إلا في الوديع المتواضع الخائف من كلامي؟ لتتواضع نفسك، فيأتي الملك ويحلّ فيك، ولا تغلبك جميع قوة العدو. لأن بيت الملك لا يسرقه اللصوص، لأن جنوده حافظون أبوابه باحتراس. إن كنت متواضعًا يحل فيك بتلك المملكة، ولا يسرقك اللصوص. إن تواضعت تقتلع شجرة الشر، وتغرس عوضًا عنها شجرة ربنا المباركة. إن اشتعل فيك حب لاهوته يجعلك أصم وجميع الشرور (التي تحل بك) تكون كالصالحات. تتطلع إلى الإهانة والاستهزاء وجميع الشتائم المرة كأنها صالحات وليست شرورًا... القديس مار يعقوب السروجي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | لأرجع إليك بالتوبة فأدخل إلى أحضانك الإلهية |
أيوب | بالتوبة نشفع في إخوتنا |
أيوب | بالتوبة يُرفع الوجه لله |
لم يستطع كل من أليفاز وبلدد أن يحركا ذهن أيوب |
إن كنا نتألم معه نتمجد أيضًا معه |