26 - 03 - 2023, 11:36 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
اَللهُ يَخْزِنُ إِثْمَهُ لِبَنِيهِ.
لِيُجَازِهِ نَفْسَهُ فَيَعْلَمَ [19].
أحيانا يترك الله الأشرار ينجحون، لكنهم يورثون الفشل لنسلهم. فيرث البنون مع الثروة التي نشأت عن الظلم والإثم اللعنة والدمار.
ربما يتساءل البعض: وما ذنب الأبناء ليرثوا عن آبائهم الشرور المحزنة؟
أولًا: الله ليس بظالمٍ، فلا يعاقب الأبناء من أجل شرور آبائهم.
فإن النفس التي تخطئ هي تموت. إنما أراد الله توبة الآباء ليخزِنوا لأبنائهم البرّ الإلهي. فلا ننكر ما لحياة الآباء من أثر على أولادهم، لكن بعض الأشرار كان أولادهم قديسين، فصارت أكاليل أبنائهم عظيمة، لأنهم لم يكملوا مكيال آبائهم في الشر، بل قبلوا الله أبًا لهم، يسلكون بروحه القدوس. وأيضًا وُجد أبناء أشرار عن آباء قديسين، فصارت قداسة حياة آبائهم علة دينونة بالأكثر.
ثانيًا: يهدد الله الأشرار بما سيحل بأبنائهم بسبب شرورهم، لأن غالبًا ما لا يبالي الإنسان بما سيحل به قدر ما يحزن بشدة على ما يحل بأبنائه. وكأن هذا التهديد غايته توبة الآباء خشية هلاك أبنائهم.
*نحن نعرف أنه مكتوب: "مفتقد إثم الآباء في الأبناء، وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع" (خر 34: 7). وأيضًا مكتوب: "ما لكم أنتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل، قائلين: الآباء أكلوا الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست. حي أنا يقول السيد الرب: لا يكون لكم من بعد أن تضربوا هذا المثل في إسرائيل. ها كل النفوس هي لي. نفس الأب كنفس الابن كلاهما لي. النفس التي تخطئ تموت" (حز 18: 2-4). هكذا في هاتين العبارتين بالرغم من الاختلاف في المعنى، لكن ذهن المستمع يجب أن يتعلم البحث بعناية فائقة طريق التمييز. لقد ورثنا الخطية الجدية عن والدينا، فإن لم نُحل منها بنعمة العماد، نحمل معنا خطايا آبائنا أنفسهم، متطلعين على أننا لا نزال واحدًا معهم...
على أي الأحوال هذا يمكنه فهمه بطريقٍ آخر أيضًا، أن مَن يتمثل بطريق الشر الذي لأبيه الشرير، يرتبط بخطاياه أيضًا. وأما من لا يتبع شر والده، فإنه لن يتحمل ثقل عصيانه. بهذا فإن الابن الشرير من الأب الشرير لا يلتزم بخطاياه فحسب التي أضافها بل أيضًا بخطايا أبيه، إذ مارس أعمال أبيه الشريرة، هذه التي يعلم أن الله غاضب عليها. إذ لم يخشَ أن يضيف إليها شروره هو... لهذا بحق قيل: "حتى الجيل الثالث والرابع". فإنه يمكن حتى الجيل الثالث والرابع أن يشهد الأبناء لحياة الآباء ويتمثلون بها، فتمتد النقمة حتى إلى الذين يشهدون على ما يتمثلون به لضررهم.
البابا غريغوريوس (الكبير)
|