|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقدمة عنيفة فَأَجَابَ صُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ: [1] مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ هَوَاجِسِي تُجِيبُنِي، وَلِهَذَا هَيَجَانِي فِيَّ [2]. يبدو أن صوفر قد استاء جدًا مما قاله أيوب، وظن أنه يبرر نفسه بالرغم من تأكده من شره. تضايق صوفر أن أيوب يتحدث عن رجائه في السماء والخلاص كما لو كان رجلًا بارًا وصالحًا. لهذا هاجمه بعنفٍ قائلًا إن أفكاره تدفعه دفعًا إلى عدم السكوت على ما قال، بل يلتزم أن يجيب عليه. اعترف صوفر بأن الهواجس ملأت أفكاره، والهياج سيطر عليه. ولعله هنا يعَّبر عما في داخله وفي داخل صاحبيه من ثورةٍ داخليةٍ وغضبٍ. هذا الغضب الذي يسد الآذان عن الاستماع بالحق، والعيون عن رؤية الحق مهما كان واضحًا، فلم يروا في أيوب سوى كتلة من الشرور الخفية غطاها بالرياء والعطاء الباطل والحنو الكاذب. هذا ما دفع صوفر إلى النقد اللاذع والتوبيخ القاسي، والتهديد المُرْ لما سيحل بأيوب من الشرور. * الغضب يجعل الألسنة مطلقة العنان، والأحاديث بلا ضابط. العنف الجسماني وتصرفات الاستهزاء، والسب والاتهامات والضرب وغير ذلك من الأعمال الشريرة غير المحصية تولد من الغضب والسخط. القديس باسيليوس الكبير البابا غريغوريوس (الكبير) تَعْيِيرَ تَوْبِيخِي أَسْمَعُ. وَرُوحٌ مِنْ فَهْمِي يُجِيبُنِي [3]. "تعبير توبيخي اسمع"، يترجمها البعض: "لقد سمعتك تصد توبيخي". حسبوا كلمات أيوب إهانة، وأنه غير مستحق أن يتحدثوا معه، أو يقدموا له مشورة. ولعلهم كانوا قد وضعوا في قلوبهم أن يتوقفوا عن الحوار، لأنه لا يجدي مع إنسانٍ شريرٍ كهذا. لكن صوفر استفزه قلبه جدًا فاضطر أن يتكلم. |
|