|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَذْهَبُ بِالْكَهَنَةِ أَسْرَى، وَيَقْلِبُ الأَقْوِيَاءَ [19]. إذ تحدث عن فئات الحكماء مثل المشيرين والقضاة، وفئات أصحاب الخبرة كالشيوخ، وفئات أصحاب السلطة كالملوك الآن يتحدث عمن يظنون في أنفسهم أبرارًا، وهم فئة الكهنة. هؤلاء الذين أحيانًا في ريائهم يظنون أنهم لا يُمسون لأنهم خدام الله والعاملون لحساب شعبه. لكن الله ليس عنده محاباة حتى كهنته يسمح لهم بالسبي، فيفقدون كرامتهم وسلطتهم وثروتهم التي كانوا يعتزون بها. أخيرًا يشير إلى فئة الأقوياء، سرعان ما يصير القوي ضعيفًا. كم من جبابرة بأس سقطوا في مصيدة أناس ضعفاء، وكم من جيوش قوية انهزمت أمام جيوش أضعف منها. هكذا لا يليق بأحد أن يعتمد على قوته الزمنية ولا على حكمته الذاتية وفهمه البشري المجرد ولا سلطانه ولا مركزه الاجتماعي أو الديني. * "يقود الكهنة إلى الخزي، ويقلب الأقوياء" [19] عظمة الكاهن العظيمة هي برّ الخاضعين له. فالكارز الممتاز حسنًا يقول لتلاميذه: "لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا؟ أم لستم أنتم أيضًا أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه؟" (1 تس 2: 19)، لكن يتجاهل الكهنة حياة المسئولين عنهم، ولا يثمرون في تقدمهم أمام الرب. بهذا يصيرون في خزي، لا يجدون مجدًا أمام الديان الحازم، هؤلاء الذين لا يطلبونه في حياة المخدومين بإلحاحهم في الكرازة. حسنًا قال: "ويقلب الأقوياء". بحكمٍ عادلٍ يترك قلوب الذين يحكمون، إن كانت لا تتطلع إلى المكافأة الداخلية، فتطرح خارجًا، حيث تخدع نفسها بأن تفرح بالمجد الزمني عوض الأبدي. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس أمبروسيوس |
|